قد تصادف اليوم، عشرات الحسابات اللبنانية على إنستغرام، تستخدم في التعريف عن نفسها عبارة تجارية for business inquires. عليك التوقف عندها واستطلاعها، لأنك قد تجد فيها منفعة شخصية، نصيحة أو حتى صفقة تجارية مربحة. ولأن ثقافة التواصل عبر هذا الموقع، تعتمد الصورة، أو الفيديو القصير، وسيلة تواصل وحيدة، فإن غالبية الحسابات ذات الصفة التجارية، تتمحور حول الموضة، الرسم والتجميل.


ومن أبرز المهن المستحدثة التي تفرض نفسها اليوم الكترونياً، مهنة استشارية، أطلق عليها المدونون اسم تنسيق الملابس الكترونياً، غاية المهنة مساعدة الناس في تنسيق ملابسهم واختيارها بحسب المناسبة والموضة السائدة. يتم التواصل بواسطة الرسائل الخاصة عبر الموقع من خلال صور خاصة للألبسة ينقل خلالها المنسق آراءه ونظرته الخاصة، وللفرد الحرية الشخصية في الأخذ بالنصيحة أو رفضها. الذوق الخاص يلعب دوره في عملية الموافقة.


تقول منسقة الملابس عبر إنستغرام شانتال أشقر: "قرّرت خوض هذه التجربة المهنية الجديدة جرّاء حبي لعالم الموضة، وافتتحت صفحتي على انستغرام بعد اسابيع من البحث والاطلاع على خباياه وابتكاراته، كما شاركت في عديد من ورش العمل المتمحورة حول هذا المجال، ساهمت في تلقيني أسس المهنة". وتشير إلى أن: "الفكرة أثارت استغراب كثيرين بدايةً، لكنها ما لبثت أن نالت شعبية واسعة الانتشار، وأصبحت أساعدهم في اختيار الملابس المناسبة من طريق الحساب. الأغلبية تثق بخياراتي باقتناعٍ تام، وفي حال التردد، نبتكر توليفة جديدة تنال رضاهم".


كل ذلك حصل بفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي أتاحت لأشقر فرصة الشهرة في صفوف الجيل الجديد، وبناء قاعدة جماهرية تدعمها مستقبلاً، وأهّلتها التعرّف إلى أذواق الناس وانطباعاتهم الخاصة في كل ما يخص عالم الأزياء. وتضيف: "أنا طالبة جامعية أدرس الترجمة، لكنني وجدت في تنسيق الملابس طموحاً خفياً، تبلور مع الوقت. لا أتقاضى حالياً أي مبلغ مالي، لأنني ما زلت في طور التقدم واكتساب الخبرة وكسب الزبائن على حدٍ سواء. أما مستقبلاً فأجد نفسي من أهم منسقات الملابس في لبنان لصالح مشاهير ربما، وقد أصل إلى حدود العالمية".