أفاد مصدر لبناني لصحيفة "العرب" اللندنية أنّ السعودية ولبنان اتفقتا على اجراء محادثات حول اعادة العمل بحزمة مساعدات عسكرية للجيش اللبناني، فيما رأى دبلوماسيون عرب في الرياض أن زيارة الرئيس ميشال عون إلى السعودية تعتبر ناجحة في الشكل لجهة الحفاوة التي خصّت بها الرياض ضيفها والوفد المرافق له، ولجهة مضامين تصريحات الودّ التي تبادلها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس عون.

لكن هذه الأوساط اعتبرت أن الزيارة الأولى للرئيس لن تكون كافية لإعادة ثقة الرياض بالحكم اللبناني الجديد.

ونقلت هذه الأوساط التي اطّلعت على المزاج السعودي العام المرتبط بالمناسبة، بأن الرياض مازالت تشعر بأنها طعنت في الظهر في لبنان مقارنة بما قدمته للبنان على مدى العقود السابقة وما اتخذته من مواقف إيجابية وبناءة لمصلحة المؤسسات اللبنانية وسيادتها واستقلالها، وأن الغضب السعودي الذي قاد إلى التشنج النادر في علاقات السعودية بلبنان سببه سياسة خارجية لبنانية كان يقودها جبران باسيل، صهر الرئيس عون، والتي اعتبرتها الرياض خاضعة تماما للقرار الإيراني.

ورغم أن السعودية كانت وراء الفيتو الذي حال دون تسهيل انتخاب ميشال عون منذ انتهاء ولاية الرئيس الأسبق إميل لحود عام 2007، إلا أن انتخابه رئيسا للجمهورية لم يكن ليتمّ لولا إزالة الرياض لهذا الفيتو ودعمها لمبادرة الرئيس سعد الحريري التي اعتبرت انقلابية لصالح إيصاله إلى قصر بعبدا.

وتكشف أوساط لبنانية أن تنويه العاهل السعودي بشخص الرئيس عون وإعرابه عن الثقة به، هدفهما تقديم دعم سعودي كامل بانتظار أن يثبت الرئيس اللبناني قدرته على احترام هذه الثقة وتقدير الدور السعودي ورعاية حضوره ومصالحه في لبنان.

ورأت مصادر سعودية أن شراكة الحريري في العهد الجديد رئيسا للحكومة اللبنانية واستمرارها، هي شرط ضروري لفتح صفحة جديدة وجدية بين السعودية ولبنان.

واعتبرت مراجع سعودية أن الزيارة الراهنة تمثل حلقة أولى ناجحة وجب أن تليها حلقات أخرى في سلسلة باتت ضرورية لإرساء نهج ثابت غير انتهازي في علاقة البلدين، وأن تأكيد العاهل السعودي على عدم تدخل المملكة في الشؤون اللبنانية هو إشارة هدفها رفد الرئيس اللبناني بمفاعيل تتيح له منع تدخل الآخرين، لا سيما إيران، في شؤون لبنان وفرض وصاية تشوّه علاقات بيروت مع العالم العربي عامة ومنطقة الخليج خاصة.

(العرب اللندنية)