رأت صحيفة "الرياض" السعوديّة أنّ زيارة الرئيس ميشال عون إلى الرياض بدعوة من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تعدّ الأولى بعد انتخابه رئيساً للبنان، تحمل دلالات ورسائل سياسية واقتصادية على أكثر من صعيد؛ أهمها إعادة التوازن إلى العلاقات التاريخية بين البلدين، والتأكيد على وحدة لبنان، وعروبته، واستقلالية قراره، وممارسة حضوره الفاعل في منظومة الجامعة العربية، واحتواء مواقفه في هذا التوقيت بعيداً عن أي تدخلات إقليمية، أو حزبية، أو طائفية.


وقالت الصحيفة: "إلى جانب بناء شراكات عمل استراتيجية واستثمارية تضمن سقفاً جديداً من تبادل المصالح، والبناء عليها لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي، والتنسيق الاقتصادي، خاصة بعد انتهاء مرحلة الفراغ الرئاسي، وتشكيل الحكومة اللبنانية، وتكامل منظومة العمل المؤسسي، بما يتيح فرصة أكبر أمام المستثمرين السعوديين للعودة مجدداً هناك في مشروعات استثمار ثقافية وسياحية وتجارية وزراعية".

واعتبرت أنّ الزيارة تاريخية عطفاً على ما قبلها من أحداث ومواقف وقرارات، واستراتيجية في احتواء لبنان من أي تدخلات، ولكنها تحتاج إلى ضمانات أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً وأن سياسة النأي اللبنانية لم تكتمل بمشاركة حزب الله مع النظام السوري، ولم تنسجم مع الموقف العربي تجاه سياسات إيران في المنطقة، وبالتالي المملكة لا تريد أن تفتح صفحة جديدة مع لبنان قبل أن تعيد النظر في الصفحات السابقة، والتأكد من مصداقية القرار اللبناني بين حقول الألغام الذي يسير عليه، وتتجاذب حوله قوى وأحزاب، فلا مجال لمواقف لبنانية فجائية من القرار العربي، ولا الوقت متاح لإعلام مضاد يمارس أدواراً ضد المملكة، ولا التوقيت مناسب في ظل تطورات الأحداث على الجبهة السورية، والحرب على "داعش" في العراق.

وأضافت: "المملكة لم تتأخر يوماً في دعم لبنان، والشواهد لا تحصى، ولكن هذه المرة لسنا أمام هبة سعودية لتسليح الجيش اللبناني، ولكننا أمام لبنان الدولة، وماذا ستقدم في مشروعها العربي، والأمن الإقليمي، والتصدي للتدخل الإيراني في المنطقة، هذا هو المحك، ولا سواه، خاصة وأن الظروف اللبنانية مهيأة على الصعيد السياسي للعب دور أكبر، وما زلنا ننتظر ونتابع توجهات القرار اللبناني، إما النأي الكامل بلا حسابات حزبية، أو الاصطفاف العربي مع قراره ومصيره".

واعتبرت أنّه "لا شك أن وجود الرئيس ميشال عون في الرياض ولقاء خادم الحرمين الشريفين فرصة لسماع وجهة النظر السعودية، ومبرراتها، وتحوطاتها، وفرصة أخرى للخروج من المباحثات إلى حالة من التوافق والانسجام في المواقف التي نعيد البناء عليها للمستقبل، وهذا مهم، ولكن الأهم أن يعي لبنان الدولة أن مفترق الطرق لا يحتمل البقاء بلا تحرك عربي فاعل".

توازيًا، نقلت صحيفة "الوئام" السعودية أنّ مصدرًا لبنانيًا قال إنّ السعودية قررت إنهاء تجميد المساعدات العسكرية التي رصدتها للبنان.

وكان الملك سلمان عقد جلسة مباحثات رسمية مع عون في قصر اليمامة بالرياض أمس، وجرى خلال المباحثات استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، وتطورات الأحداث في الساحتين العربية والدولية.


(الرياض - الوئام)