أزمة جديدة في فنزويلا بعد تصويت برلمانها أمس الاثنين لصالح عزل رئيسها نيكولاس مادورو لقصوره بأداء واجباته الوظيفية وفقا لما نقلت وكالات أنباء عالمية معبدا بذلك الطريق ليحل مكانه نائبه طارق العيسمي، السوري الأب واللبناني الأم، فيما لو لم تجر انتخابات بمهلة أقصاها 30 يوماً لاختيار خليفة له، ففي القانون الفنزويلي يتولى نائبه المنصب الأول في البلاد للعامين المقبلين والباقيين من ولاية الرئيس، تماما كما حدث العام الماضي في البرازيل وجاؤوا بلبناني الأصل رئيسا بعد عزل رئيستها.
برلمان فنزويلا طالب مادورو بأن يترك منصبه وبإجراء انتخابات رئاسية، لنزع فتيل الأزمة بحيث يعبر الشعب عن رأيه عبر التصويت مؤكدا بأن الطريق الوحيد لتسوية المشكلات الحادة التي تضرب البلاد هو إعادة السلطة للشعب الفنزويلي، وبالتالي الدعوة لإجراء انتخابات حرة وتعددية" في قرار وافق عليه 106 نواب معارضين، على حد ما نشرت صحيفة El Nacional المضيفة أن النواب الموالين للحكومة غادروا القاعة في بداية التصويت.
وطرح تعيين الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو السوري الأصل طارق العيسمي نائباً له اشكالية جديدة في الولايات المتحدة كون الرجل معروفاً لدى المخابرات الأميركية بأنه طرف في شبكة لتهريب المخدرات ويرتبط بعلاقات مع إيران وسوريا وحزب الله.

 

إقرأ ايضًا: 400 مليار دولار قيمة الغاز والنفط في لبنان ، من سيحمي الثروة الوطنية؟
وما يقلق الولايات المتحدة حالياً هو احتمال تسلم العيسمي رئاسة البلاد بعد مادورو، وقد سلط موقع بيزنس انسايدر الضوء على الدور الخطير الذي قد يلعبه مستقبلاً في فنزويلا، حيث أنه كان وزيراً للداخلية تحت حكم هوغو تشافيز، وشارك في برنامج سري لتزويد جوازات سفر فنزويلية إلى حلفاء دمشق، وفق ما ينقل الموقع عن موالين سابقين لتشافيز.
والعيسمي، الذي وصفته وول ستريت جورنال ذات مرة بأنه فخر الثورة الكوبية وحلم يتحقق لإيران وهافانا في فنزويلا، ينقل موقع بيزنس انسايدر شهادة جوزيف هومير المؤلف المشارك لكتاب "الاختراق الاستراتيجي الإيراني لأميركا اللاتينية" حول دوره السري، كاشفاً عن شهادته أمام لجنة مجلس النواب الأميركي للشؤون الخارجية في العام الماضي.
ووفق هومير، فإن العيسمي طور على مدى سنوات شبكة مالية متعددة الطبقات، تعمل بمثابة خط أنابيب لضخ الاسلاميين المتشددين في فنزويلا والدول المحيطة، وإرسال الأموال غير المشروعة والمخدرات من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط.

إقرأ أيضًا: فيروس H1N1 في لبنان؟
وتتكون الشبكة التي يمتلكها العيسمي من نحو 40 شركة، إضافة إلى أكثر من 20 منشأة ومبالغ نقدية ضخمة ومركبات وعقارات وغيرها من الأصول تم توزيعها على 36 حساباً مصرفياً في جميع أنحاء فنزويلا وبنما، كوراكاو، سانت لوسيا، جنوب ولاية فلوريدا ولبنان. وهذه الشبكة أصبحت متكاملة ومتناسقة بشكل أكبر بفضل أيمن جمعة الذي امتلك شبكة لغسيل الأموال، واستخدم البنك اللبناني الكندي لغسل مئات الملايين من الدولارات، ونقل شحنات متعددة من أطنان الكوكايين نيابة عن عصابات المخدرات الكولومبية والمكسيكية وكذلك حزب الله.
وتمتد شبكة جمعة- العيسمي إلى دول أخرى مثل الإكوادور ونيكاراغوا وبوليفيا، وكذلك بعض دول البحر الكاريبي. ويتهم منشقون فنزويليون يقيمون في الولايات المتحدة العيسمي بأنه تلقى رشى من كبار تجار المخدرات في محاولة لتهريب الكوكايين عبر البلاد عندما كان وزيراً للداخلية.
ويقول موقع بيزنس انسايدر أنه تلقى بريداً الكترونياً من جوزيف هومير عبر فيه عن قلقه على مستقبل فنزويلا. ففي رأيه التطرف الإسلامي، المتمثل بحزب الله، بات يسيطر رسمياً وتنفيذياً على الحكومات الوطنية في أميركا اللاتينية.