ادخل الى مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا قبل يومين (م.أ..34 سنة ) وهو يعاني وضعا صحيا صعبا تبين بنتيجة الفحوصات المخبرية المتخصصة التي اجريت له بأنه مصاب بمرض (H1 N1) فعملت ادارة المستشفى فورا على عزل المريض واتخاذ كافة الاجراءات الصحية اللازمة كما جرى ابلاغ وزارة الصحة بالامر والطلب اليها تأمين سرير في احد المستشفيات المؤهلة لاستقبال ومعالجة هذه الحالة في بيروت، على اعتبار ان المستشفى الحكومي في حلبا غير مجهزة لمعالجة هكذا حالات.
واشارت عائلة المريض التي تمكنت من التواصل مع وزير الصحة غسان حاصباني الى “ان ثمة وعدا من قبل الوزارة بتأمين نقل ابنها المريض الى احد المستشفيات في العاصمة بيروت” واملت العائلة بأن “تتم هذه العملية بالسرعة القصوى لتأمين المعالجة السريعة لضمان شفاء ابنها المريض”.
ولفتت العائلة الى ان ( م.أ) متزوج وله 4 اولاد وهو مغترب يعيش في استراليا اتى لبنان مؤخرا وتوجه لاداء فريضة العمرة وعاد مريضاً.
في الخامس من الشهر الماضي وصل محمد مع زوجته وأولاده الأربعة الى لبنان، كان في نيته التوجه الى السعودية للقيام بعمرة، و في المعلومات انه وبعد ثلاثة ايام تعب، وقع خلال الطواف، نقل الى المستشفى، علّق له مصل من دون تشخيص حالته، ساء وضعه الصحي، عندها عاد الى لبنان في الثاني من هذا الشهر، كان يعاني من حرارة وضيق في التنفس، اعتقدنا بداية ان السبب يعود الى تغيّر الطقس، ففي لبنان الحرارة منخفضة على عكس السعودية. بعد يوم من وصوله الى بلده زار طبيباً وصف له أدوية، لكنه تعب ليلاً، صباح أمس قصدنا مستشفى معن اليوسف، حيث اجريت له فحوص وشكّوا باصابته بفيروس H1N1، فابلغوا زوجته بذلك، لكن رفضوا استقباله بحجة عدم وجود سرير فارغ".

إقرأ أيضًا: إبن الـ 31 يومًا كاد أن يموت على أبواب المستشفيات اللبنانية .. حكومة جديدة ورزق الله على أيام أبو فاعور

مستشفيات عدة في الشمال رفضت استقبال محمد بحجة عدم وجود أسرة فارغة"، بحسب ما أفادت شقيقته  التي لفتت إلى أنه "حتى مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي في حلبا رفض استقباله بداية، ولولا ان شقيقي على معرفة بشخص يعمل هناك لما استقبلوه. اجريت له فحوص لنصدم بالنتيجة، لكن نحمد الله ان الطبيب ابلغنا اليوم بتحسن صحته وتجاوبه للعلاج.

المدير الطبي في مستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي والاختصاصي في الأمراض الصدرية، الدكتور محمد خضرين، أكد أن "وضع محمد الصحي افضل، وقد انخفضت حرارته"، شارحاً أنه "أمس أخضع  للفحص السريع وهو فحص غير دقيق أعطى نتيجة سلبية، بعدها أجرينا له PCR من طريق الجامعة اللبنانية، ظهرت النتيجة ايجابية، بدأنا بالعلاج اليوم وها هو يتجاوب".
خضرين، وبعدما أعرب عن اعتقاده بأن الفيروس انتقل الى محمد من السعودية، لفت الى تواصل وزارة الصحة مع المستشفى "اتصل الدكتور جوزيف الحلو من وزارة الصحة مؤكداً انه سيتم نقل محمد الى بيروت، نزولاً عند رغبة اهله". وعن حال الذعر التي تعم المواطنين عند السماع بهذا الفيروس، قال: "هذا يعود الى التضخيم الإعلامي، فهو كأي نوع انفلونزا قد تمر بشكل عابر حتى من دون أن يعلم المريض باصابته بها احياناً، لكن المضاعفات التي حصلت مع محمد والمتمثلة بنقص حاد في الاوكسجين سببها عدم تشخيص حالته منذ انتكاسته قبل تسعة ايام".

إقرأ أيضًا: حملة رح سكر خطي صرخة بوجه أسعار الإتصالات المرتفعة

الفيروس تحت السيطرة
لا يشكل فيروس H1N1 خطراً على صحة المريض الا في حالات شرحها خضرين "اذا كان المصاب متقدماً في السن، او امرأة حاملاً، او يعاني من مرض في القلب، انسداد رئوي او مرض السكري". وعما اذا كان من المفترض اجراء فحوص لعائلة محمد للتأكد من عدم نقل العدوى لها، أجاب "لا عوارض ظاهرة على أحد منهم، سواء لجهة ارتفاع حرارة اجسادهم أو سعال".
من جانبه أكد مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزيف الحلو لـ"النهار أن "الامر لا يحتاج الى كل هذا التضخيم. وضع محمد جيّد جداً، ننتظر التقرير من طبيبه، وعلى إثره نتخذ قرار نقله من عدمه الى بيروت". واضاف "من الطبيعي وجود حالات كهذه في فصل الشتاء، هذا الفيروس كالرشح العادي، سنوياً لدينا حالات مماثلة وجميعها تحت السيطرة.