نجحت التسوية السياسية التي رافقت إطلاقة العهد الجديد في تكوين نقاط التقاء على الساحة المحلية بين الأفرقاء السياسيين وأعادت هذه التسوية إنتاج حوارات جدية أكثر من الحوارات الشكلية وحوارات المجاملة سواء بين القوات اللبنانية وحزب الله أو بين حزب الله والرئيس سعد الحريري .
ربما فرضت المصلحة السياسية لكل طرف من الاطراف العمل بمبدأ التنازل، إلا أن ذلك ترك آثاره الإيجابية على كل صعيد سواء على الوضع الداخلي أم على الوضع الخارجي على صعيد علاقات لبنان بمحيطة العربي خصوصا .
وجاء تشكل الحكومة اللبنانية وبيانها الوزراي ليؤكد المضي بهذه التسوية وخصوصا بين حزب الله والرئيس سعد الحريري الذي عبّر أمس في مداخلته في المجلس النيابي عن مقاربة هادئة و معتدلة و متوازنة للنقاد الخلافية بينه وبين حزب الله خصوصا ما يتعلق منها بسلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية .
وكذلك تجاوز الحريري الخلاف على المحكمة الدولية وأرجأ الملفات الخلافية إلى إشعار آخر إذ أراد ان تكون انطلاقة الحكومة الجديدة خالية من أي عواقب أو ثغرات قد تؤدي إلى التعطيل وحرص الحريري على بث الروح الإجابية تجاه حزب الله منذ تكليفه رئاسة الحكومة .

 

إقرأ أيضًا: ثقة النواب في الجيب..وثقة الشعب في علم الغيب
بالمقابل كانت مواقف حزب الله هي الأخرى إيجابية وعبّرت عن رغبة حقيقية بالتوافق وهذا ما عكسته مداخلة النائب في كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله في المجلس النيابي، فيما أشيع عن نية جميع الأطراف السير على مبدأ التوافق والإنفتاح لمصحلة الوطن والناس المتعبين كماء جاء في كلمة الرئيس الحريري .
إن هذه التسوية بمدلولاتها السياسية ستضمن العبور السريع إلى كل الاستحقاقات الدستورية المتلاحقة وستعيد ترسيم قواعد جديدة للمعادلات والاصطفافات السياسية في البلاد وستمر كل الاستحقاقات السياسية بسهولة غير مسبوقة ومن أهم هذه الاستحقاقات اقرار قانون انتخابي جديد وإجراء الانتخابات النيابية على أساسه .

إقرأ أيضًا: مؤتمر الأستانة بين الفشل والنجاح !!
إن التسوية التي قادها الثنائي الحريري وحزب الله تعبر بذاتها عن مسؤولية وطنية يتحلى بها الطرفان وتؤكد التزام الجميع مصلحة الوطن والمواطن على قاعدة أن التلاقي والحوار هو الحل لكل المشاكل المستعصية والملفات الخلافية، وإن هذه التسوية ستكون بلا شك عاملا أساسيا من عوامل نجاح العهد الجديد وهي ستكون بلا شك الضامن الوحيد لتجاوز كل الخلافات والعقبات .