البيانات الوزارية التي هي أقرب ما تكون عادة الى قصائد الغزل، أو قل هي نسخة موسعة عن الخطابات الانتخابية المحشوة بالوعود والتمنيات الخيالية التي نسمعها قبيل الاستحقاقات الانتخابية، والجميل فيها وعلى مر الازمان بأن صاحب الخطاب كما المستمع اللبناني يعرفان بأن الكذب و" التفشيخ " هما سيدا الموقف على الاطلاق، فلا الواعد يعني ما يقول ولا الموعود ينتظر ما هو غير متوقع.
في البيان الوزاري الأخير تلمست شيئا من الإيجابية، بالخصوص في الفقرة الاشكالية التي تتحدث منذ سنوات عن " سلاح المقاومة " وفرضه على الحكومات بالقوة، من أجل شرعنة سلاح لا يمكن لأي حكومة بالعالم أن ترضى بشرعنته تلقائيا.
فإذا أخذنا بعين الاعتبار مستجدات السنوات الاخيرة ( بعد 2006 ) ، وكيف أن " سلاح حزب الله " هذا، صار في أقصى شمال سوريا فضلا عن إنتشاره واستعماله في أصقاع المنطقة كلها ما عدا طبعا على الاراضي اللبنانية المحتلة ( شبعا وتلال كفرشوبا )، مما يعني بأن الطلاب الذين خاطبهم سماحة السيد حسن نصرالله في المهرجان الاخير باتوا على يقين بأن " المقاومة " التي يسمعون باسمها ويهتفون لها انما تعني بالضرورة القتال في سوريا فقط.
وعليه، فان يتضمن البيان الوزاري ذكر لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا المنسيين وبعد طول غياب ( 10 سنوات ) ، والتذكير بأنهما المنطقتين المعنيتين على أنهما  وجهة هذا " السلاح " فقط، مما يجب ان يشكل كما هو مفترض صدمة إيجابية عند هؤلاء الطلاب، وكل الجيل الذي لا يعرف بأن " المقاومة " هي حصرا للتحرير وليست للاحتلال،   لهو امر ايجابي جدا في هذه المرحلة ولعله أهم ما جاء بالبيان الوزاري لحكومة سعد الحريري، وانا مع إقراره سريعا وتوزيعه على كل طلاب لبنان وبدون أي تحفظ .