وبليلة "ما فيها ضو قمر"، ولدت الحكومة في لبنان برئاسة الشيخ سعد الحريري، المأزوم والمبعد والمخلوع عن حكومته السابقة والحليف الشرعي للمملكة العربية السعودية راعية الإرهاب في العالم وعلى امتداد مجرة درب التبانة !!
ولأننا في لبنان تعودنا منذ ما قبل الاستقلال أن نتطلع إلى أي حدث داخلي صغيرا كان أو بحجم تشكيل حكومة من زاوية المتغيرات والأحداث الإقليمية والدولية، فإن السؤال عن سرعة التشكيل والسماح بولادة هكذا حكومة في لحظة سقوط حلب وعلى مشارف سقوط الموصل، تحتم علينا أن نبحث عن موجبات لها في مكان آخر من هذا العالم.
لأن المنطق السليم يقول، إذا كانت حكومة ميقاتي السابقة التي انتزعت انتزاعا من يد الشيخ سعد يومها هي حكومة "جسر الشغور"، فإن هذا المنطق يفرض علينا القول أن حكومة "حلب" يفترض أن يترأسها بأفضل الأحوال شخصية "حلبية" كعبد الرحيم مراد أو أسامة سعد أو حتى الشيخ ماهر حمود وليس سعد رفيق الحريري.
لم يبق من أجل محاولة فهم مسببات هذه الولادة السحرية إلا أن نأخذ بعين الإعتبار، أن خلال الأيام القليلة القادمة هنالك خلف البحار وفي أميركا بالتحديد من سوف يدخل إلى البيت الابيض (مركز الكون)، شخص إسمه دونالد ترامب هذه المرة، وما لهذا الدخول من أثر على مجريات الأحداث شاء من شاء وأبى من أبى، والجميع يحاول ترتيب أوراقه قبل تلك اللحظة المرتقبة، 
وعليه فمن المرجح جدا أن يكون حزب الله ومن خلفه ايران المتوجسة شرا من تلك المرحلة القادمة، حالها حال الروسي اللاهث خلف تسوية مع التركي يوقعها على ركام حلب علها تحصن وجوده السوري وتستنقذه مما تورط به هناك، وبهذا المعنى لا يمكن أن نسمي هذه الحكومة إلا حكومة ترامب يا عزيزي .