وأخيرا ولدت حكومة العهد الجديد  بعد مخاض عسير في تشكيلة ضمت أسماء جديدة من جهة ومن جهة ثانية برزت فيها جملة ملفات أوكلت لوزراء الدولة كملف مكافحة الفساد وملف النازحين وملف حقوق الإنسان وملف التخطيط والمرأة غيرها في إشارة إلى توسعة ورشة العمل فيما لو استطاع هؤلاء الوزراء القيام بمهماتهم على الشكل المطلوب.
وقد كانت هذه الملفات إلى زمن قريب مطلب شريحة كبيرة من اللبنانيين تتوق إلى لبنان جديد يستطيع مواكبة الرقي والتقدم على مستوى العالم .
وهذه الحكومة بتشكيلتها المعلنة وبما تضم من الأسماء والاحزاب تشكل جملة تناقضات إلا أنها تُعلن تحت إسم حكومة الوحدة الوطنية وحكومة الوفاق الوطني وبالتالي فإن المسؤولية كبيرة على كل وزير وبما يمثل أن يكون على مستوى هذه المسؤولية وأن يكون الوطن والمواطن في أولى الإهتمامات بعيدا عن الشخصانية والمحاصصة .
يأمل اللبنانيون أن يستطيع هذا الفريق التجانس فيما بينه للنهوض بالملفات والقضايا اللبنانية العالقة التي باتت كثيرة خصوصا المتعلق منها بالإنماء والإقتصاد والشان الإجتماعي والبيئي .
حكومة العهد الجديد التي تمثّل معظم الوان الطيف السياسي اللبناني، نأمل تعبّر عن التوق المشترك الى مباشرة التصدي للمشاكل والأزمات والتحديات الماثلة بثقلها أمام الجميع .
 ومع تشكيل هذه الحكومة يكون عقد المؤسسات الدستورية قد اكتمل تماماً بعد نحو سنتين ونصف السنة من الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية. وصار في الامكان توقع ذهاب الأمور الوطنية العامة باتجاه ايجابي بعد طول مراوحة في السلبيات، وخصوصا أن هذه الحكومة شكّلت كي تعمل وتنتج وتحاول تعويض ما فات من تعطيل. ومهماتها كبيرة اقتصادياً ومالياً وسياسياً وتنموياً عدا مواكبتها لعملية وضع قانون انتخاب جديد وفق صيغة متوافق عليها .
حكومة اليوم  هي أمام تحدٍ كبير على مستوى كل الملفات وهي حكومة العهد الجديد الذي يأمل اللبنانيون منه خيرا على كل صعيد انسجاما مع خطاب القسم بما احتواه من رؤية لمعالجة العديد من القضايا الوطنية.