حذر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، زيد بن رعد، من مخاطر يتعرض لها آلاف السوريين الذين فروا من حلب الشرقية إلى مناطق النظام.
وطالب بن رعد بالسماح بمراقبين مستقلين بالتحقق من أوضاع هؤلاء النازحين، محذراً من أن ما يتعرض له سكان حلب الشرقية قد يتكرر في دوما وإدلب وغيرهما من المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة ويسعى النظام للاستيلاء عليها.
بدوره، قال مفوض الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، روبرت كولفيل، إن على النظام السوري حماية حق الحياة لكل المدنيين والمقاتلين الذين استسلموا، مشيراً إلى تقارير تتحدث عن قيام النظام بإعدام العشرات في حلب.
وعبر المسؤول الأممي عن قلق المنظمة من تقارير تتحدث عن اختفاء المئات بعد خروجهم من حلب.
من جانبه، كشف المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، ينس لاريكه، أن نحو 40 ألف مدني فروا من أحياء حلب الشرقية منذ بدء حملة النظام والميليشيات العسكرية فيها.
هجوم للنظام على ما تبقى من أحياء المعارضة بحلب
على الصعيد الميداني، تضاربت الأنباء عن الوضع في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب، ففيما تقول قوات النظام، المدعومة بميليشيات، إنها بدأت بشن هجوم واسع على هذه المناطق تؤكد المعارضة استمرار سيطرتها على أحياء الزبدية والأنصاري والمشهد وجزء من حي سيف الدولة.
من جانبه، طالب المتحدث الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر، رالف الحاج، في لقاء مع "الحدث"، الأطراف المتنازعة في حلب بضبط النفس واحترام قانون الحرب والقوانين الدولية لتفادي مزيد من القتلى المدنيين.
وأكد المتحدث الإقليمي أن هناك آلافا عالقين على خطوط التماس ويجب الإسراع في إجلائهم.

وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت قوات النظام السوري ومقاتلين آخرين بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق أكثر من 82 مدنياً بعد اقتحامهم أحياء في شرق حلب في الأيام الماضية.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، الثلاثاء، إن لدى المنظمة تقارير تؤكد وقوع عمليات انتقام بحق المدنيين الذين لا يزالون محاصرين في "زاوية من الجحيم" من مدينة حلب الشرقية، تقل مساحتها عن كيلومتر مربع ولا تزال تحت سيطرة المعارضة.
وقال كولفين للصحافيين "تلقينا حتى مساء أمس (الاثنين) تقارير عن قيام قوات موالية للحكومة بقتل 82 مدنياً على الأقل بينهم 11 امرأة و13 طفلاً في أربعة أحياء مختلفة." ورجّح أن يكون هناك "كثيرون" غيرهم.
وأشار إلى أن التقارير وثقت حالات إطلاق رصاص على "أشخاص في الشارع وهم يحاولون الفرار وأشخاص أطلق عليهم الرصاص في منازلهم"، فيما وصف المتحدث باسم الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس لاريكه ما يحصل بأنه "انهيار كامل للإنسانية" في حلب.
في غضون ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت الأمم المتحدة إلى استخدام كل الآليات على الفور للوقوف على حقيقة ما يحدث في مدينة حلب المحاصرة، وحذر روسيا من أنها تخاطر بأن تصبح متواطئة في أعمال "انتقام وترويع" تحدث في حلب.
وشدّد إيرولت على أن التقارير التي تتحدث عن أعمال وحشية تُتركب بحق الحلبيين في شرق المدينة، تؤكد على أن الحاجة إلى وقف إطلاق النار "أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى". وأضاف الوزير الفرنسي "مساندو النظام بدءاً من روسيا لا يمكنهم السماح بأن يسود منطق الانتقام والترويع من دون أن يتحملوا مخاطر أن يصبحوا متواطئين".
في السياق ذاته، أكد وزير الخارجية التركية مولود جاوش أوغلو، الثلاثاء، أن تركيا تحضّر "للقاء مرتقب" مع روسيا لعقد محادثات حول وقف إطلاق نار في حلب، وأكد أن أنقرة تجري في هذا الإطار محادثات مكثفة مع روسيا، سعياً للتوصل إلى اتفاق على فتح ممر آمن للمدنيين وإرساء وقف لإطلاق النار في حلب.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤول تركي رفيع قوله، إن موسكو تتفاوض مع أنقرة على فتح ممر لإجلاء المقاتلين السوريين من الأحياء الباقية تحت سيطرة المعارضة في حلب، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.
وتوقع المصدر أن يجتمع مسؤولون أتراك وروس في تركيا، الأربعاء، "لتقييم الوضع" على أن "تُطرح على الطاولة في الاجتماع مسألة فتح ممر وكذلك مسألة وقف إطلاق النار.