انتصر القتل والموت والدمار وعادت حلب إلى حضن دمشق ميتة، لم يتبق منها سوى أكوام من الركام ولم يتبق من شعبها سوى جريح أو شهيد
 

مشهد انتصار أم مشهد موت ؟
انتصرت حلب عبارة يتداولها بعض رواد مواقع التواصل الإجتماعي المؤيدة للنظام وحلفائه وقد نسي هؤلاء أن هذا الإنتصار لم يصرف ولن يصرف في تاريخ البشرية، ولم تُسجل لهم مكرمة الإنتصار لأن الذي انتصر في حلب هو مشهد القتل والموت والدماء والدمار حيث لم يتبق من حلب أي شي لينتصر أو لتنتصر.
إن ثقافة الإنتصار هي الحياة وهي السلام وهي الأخلاق وهي روح الإنسانية، وشتان بين الإنتصار وبين ما يجري في حلب التي دفعت كل شيء بسب ولائها للحرية والعدالة والإصلاح.
إن ما يسمى بانتصار حلب وصمة عار على جبين الإنسانية، على جبين العرب، على جبين أولئك الثوار المقيمون في الفنادق الذين امتهنوا البيع والشراء بجثث أبناء الشعب السوري وبجثث أبناء الثورة الحقيقيين الذين صمدوا ووقفوا حتى آخر قطرة دم .
إن هذا الإنتصار بمعناه الإنساني والأخلاقي هو هزيمة حقيقية لإرادة الحياة والسلام وقد جاء بعدما قطّع أوصال المدينة العريقة وسلبها روحها النقية وإرادتها بالحياة وقد باتت اليوم بعد مشاهدة حجم الدمار أشبه بمدينة الأشباح التي لا تصلح للحياة والإقامة .
أين سيحفل المنتصرون ؟
أن تنتصر يعني أنك تفترش مساحة لتحتفل بانتصارك وتعيد ترتيب مدينتك لكن حلب هي مدينة استشهدت بالكامل وماتت بها كل وسائل الحياة ولذلك فإنك أنت أكثر هزيمة منها وأكثر موت خصوصا عندما يموت الضمير وتنعدم الإنسانية وتفقد روح الحياة والسلام .
حلب الشاهدة والشهيدة ستبقى السر الذي سيخلده التاريخ وستبقى القضية التي تسبق أي وطن وستكون الشاهدة على الخذلان الذي أصابها من الأصدقاء العرب أصدقاء الثورة وداعميها الذين تخلو عنها في ربع الساعة الأخيرة .
حلب هي اليوم العنوان العريض لسياسة الموت وهي العنوان، العنوان الكبير في هذا الزمان لانتصار الموت والحرب والقتل والدمار .