أضاف الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الجنرال جان كلي إلى حكومته وعيّنه وزيرًا للأمن االداخلي، وفي حال مصادقة الكونغرس على هذا التعيين سيكون الأخير أول عسكري يتولى هذا المنصب في الولايات المتحدة. 
هذا الأدميرال المتقاعد كان قائد الوحدة الجنوبية للجيش الأميركي التي كانت تشرف على معتقل غوانتامو وقبله كان قائد القوات الأميركية في العراق وكان نجله عسكري أميركي قتل خلال الاشتباكات في أفغانستان. 
وكان كلي من أشد المعترضين على الرئيس أوباما عندما أعلن بأنه ينوي إغلاق معتقل غوانتامو. 
وسبق للرئيس المنتخب أن عيّن الجنرال مايكل فلين كمستشار للأمن القومي والجنرال جيمس متيس كوزير للدفاع والجنرال ديفيد بتراوس من خياراته لوزارة الخارجية. 
وهكذا يبدو أن حكومة الرئيس ترامب هي حكومة الجنرالات والصقور والديوك. 
ويذكرنا الرئيس ترامب بالرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد الذي شكل أغلبية وزرائه من العسكر وأغلبية العسكر من الحرس الثوري. 
فكان وزير الاستخبارات ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير النفط ووزير الطاقة ووزير الصحة ووزير الإرشاد الإسلامي كانوا من جنرالات الحرس الثوري، ووزيرة الرفاه ووزير الصناعة ووزير الاقتصاد ووزير التعليم العالي ووزير العدل لحكومة الرئيس أحمدي نجاد جميعهم كانوا من الاجهزة العسكرية أو الأمنية. 
ما أشبه الليلة بالبارحة. فإن أحمدي نجاد كان يعول على تلك المجموعة من الجنرالات عندما أعلن بأنه يريد إن يدير المجتمع الدولي والعالم برمته وبشر بالقضاء العاجل على الكيان الصهيوني.
ولكن الترامب الإيراني لم يكن يملك الأدوات اللازمة لتنفيذ مشاريعه الكونية ولم يتمكن من فعل شيء خارج بلاده إلا أن جعل بلاده عرضة لأقسى العقوبات الاقتصادية الدولية بسبب افتقاده أدنى خبرة سياسية ودبلوماسية وشعاراته الفضفاضة ورؤاه الجنونية.
وأما النجاد الأميركي هو نفس نظيره الإيراني السابق وأخطر. لأنه يملك آليات تنفيذ خطرة لسياساته العنصرية والعسكرية. وتعيين الجنرال كلي كوزير للأمن الداخلي هو أحد الملامح لاتجاه الرئيس المنتخب الأميركي الذي يمكن أن نعبّر عنه بالديك السادي السفاح وفق قصيدة للشاعر الراحل نزار قباني.
فعلى المجتمع الدولي أن يستعدّ لخروج هذا الدبك السادي السفاح من وكره.
نعم هناك عوامل لاحتواء هذا الديك من الاعتداء على دجاج الحارة والحد من جنونه.