لم تفهم الزيارة التي قام بها مفتي النظام الأسدي إلى كل من رئيس الجمهورية والبطرك الراعي إلا في إطار محاولات هذا النظام فرض أسلوبه القديم والتعاطي مع لبنان على قاعدة إستمرار الوصاية، أو كمحاولة لاستدراج مشكل جديد في البلد على أعتاب تشكيل الحكومة، فإن إرسال أكثر شخصية إستفزازية في سوريا مصحوبة مع سفير هذا النظام في لبنان في لحظة ارتفاع دخان السوخوي من بين ركام بيوت الحلبيين يكاد يقول بشكل صريح أن لبنان لا يزال محتلا من نظام الأسد.
قد يكون من المبرر للعماد عون استقبال هذا الضيف، تحت اعتبار أن قصر بعبدا مفتوحٌ أمام كل الأطراف وكل الإتجاهات وأن التموضع الوسطي الجديد لرئيس الجمهورية يفرض عليه "بلع" هذا النوع من الزيارات .
يبقى أن العجب العجاب هو استقبال البطرك الراعي لهذا المفتي، فلا اللحظة تسمح ولا المرحلة تفرض، ولا تاريخ الصرح البطريركي ينسجم، ولا المصلحة الوطنية اللبنانية تستوجب، بالخصوص بعد رفض المفتي السني دريان لاستقباله، والمفتي الشيعي قبلان خارج الموضوع، وليس هنالك أي وجه تشابه بين المفتي حسون والبطرك الراعي يدعونا لفهم أبعاد هذه الزيارة المشؤومة، اللهم إلا إذا كان المبرر لها والدافع الأساسي خلفها هو ذلك المشترك الوحيد بين الرجلين باستعمالهما لنفس نوع صباغ الشعر !! فبسيطة .