لا يزال التعثّر قائماً في تأليف حكومة العهد الأولى برئاسة سعد الحريري، ولا تزال المفاوضات تراوح مكانها حول توزيع الحقائب الذي يخفي في طياته احتداما في النقاش السياسي والطائفي مرتبط بحسابات تتعلق بالانتخابات النيابية المقبلة في مايو 2017 والقانون العتيد الذي سيفرز أكثرية نيابية يسعى الجميع لأن تكون من حصته.

وإذا كانت أوساط الرئيس المكلّف تشير الى أن المفاوضات طبيعية وأن التأليف سيكون قريباً وفي مطلع السنة على أبعد تقدير، فإن التحذيرات الغربية للحكم الجديد تتوالى لا سيّما في ما يتعلّق بملف "حزب الله".

فقد أثار الأميركيون باكراً وفور إجراء الانتخابات الرئاسية موضوع التعيينات العسكرية، وبحسب معلومات موثوقة فقد وصلت رسالة أميركية واضحة وصريحة عبر القنوات الدبلوماسية المختصّة إلى المسؤولين المعنيين بأن أي تعيين لقائد جديد للجيش يشتمّ منه أنه قريب من "حزب الله" سيرتّب قطع المساعدات الأميركية عن الجيش اللبناني فورا.

من جهته، يقول مصدر سياسي واسع الإطلاع بأن الرسالة الأميركية تحديدا لم تأت إلى اللبنانيين بصيغة التمنّي بل كانت حازمة وصريحة وبأن أيّ تلاعب بالتعيينات في قيادة الجيش والمراكز الأولى سيرتّب قطعاً فورياً لبرامج المساعدات والتسليح.

من جهتها، قالت أوساط دبلوماسية أوروبية رفيعة بأن رسالة بذات المعنى وصلت إلى المعنيين من دول عدّة أبرزها بريطانيا وفرنسا من دون أن تفصح عن تفاصيل مضمونها، لكنّها أشارت إلى أن التعيينات العسكرية والأمنية في لبنان هي تحت الرقابة وكذلك الخطاب السياسي للعهد الجديد الذي لا رغبة للغرب أن يسمع فيه أية إشادات وخصوصا بسلاح "حزب الله".


الرياض