يُصر النائب عقاب صقر على دعمه للمعارضة السورية بوجه الرئيس بشار الأسد، وعلى معارضته الصلبة للمشروع الإيراني في المنطقة، لا سيما ما يتعلق بـ "الدور السلبي" لحزب الله في لبنان، وفق تغبيره.

ويؤكد صقر استحالة التعايش بين الدولة القوية والدويلة الرديفة التي يُجسدها الحزب في الداخل والخارج، مشيرًا إلى بداية الاصطدام الحتمي بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون وبين حزب الله، وذلك على خلفية العديد من الملفات المطروحة.

صقر أكد أن الدور السعودي في لبنان والمنطقة ارتكز على ضرورة دعم الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية، وهو بخلاف الدور الايراني الذي سعى، ولا يزال، إلى التمدد السياسي والاجتماعي عبر التخريب ودعم المليشيات المسلحة وتعزيز الخلافات ونشر الأفكار الهدامة. 

ورداً على إتهامات كيلت له حول ضلوعه بتسليح المعارضة السورية، يقول النائب اللبناني أن "الحديث عن التسليح كله مفبرك, وقد ثبت انهم استعملوا ادلة مزورة, لكن القضاء اللبناني العاجز لا يجرؤ على إصدار القرار الواضح حول حصول عملية تزوير من قبل القناة التابعة للتيار الوطني الحر وجريدة الاخبار لأشرطة تم التأكد في المختبرات انها مزورة، ومن السذاجة الاعتقاد أن الدول الكبرى التي كانت تلعب في سوريا لم تجد احدًا غيري كي تقوم بعملية التسليح، فكل ذلك كلام سخيف ومردود".

وتابع: "كان لي دور في الدعم الاعلامي والسياسي وتأمين المساعدات الانسانية للثورة السورية، وهذا أمر افتخر به ومستمر فيه مع الثوار السوريين بمواجهة خطرين: خطر داعش والنصرة واخواتهما، وخطر بشار الاسد، اللذين هما وجهان لعملة واحدة في الاجرام والابادة الكاملة للشعب السوري، فهما يختلفان في الطريقة ويتفقان في الهدف، الا وهو تدجين سوريا وذبح شعبها لمصلحة مشروع تطرفي متوتر يتغطى بالاسلام، ومشروع تطرفي آخر يتغطى باسم البعث والقومي".

ومع تقدم الجبش السوري بحلب، قال صقر أن "النظام الذي يستطيع ان يسيطر على المدن الرئيسية بالدبابات هو نظام ساقط، والنظام الذي يحتاج الى الطائرات الروسية والى مرتزقة ايرانيين ولبنانيين وعراقيين كي يسيطر على المدن الاساسية هو نظام مأجور وعميل".

ورداً على سؤال حول تأييده لوصول ترامب إلى البيت الأبيض، قال "لا استطيع ان اتوقع ما سيكون عليه أداء ترامب لانني اعتبره رصاصة طائشة، لكنني اعتقد في نفس الوقت أن لا شيء اسوأ من اوباما, لا شيء اسوأ من الموقف الرمادي, فاوباما اعتمد سياسة تمويت الملف، تمويت القضية, وهذا الامر ادى الى تمدد رقعة الحرب وآثارها على اوروبا واميركا وامتدادها على مستوى الزمن, واي موقف سيتخذه ترامب في هذا الاتجاه او ذاك سيكون حاسمًا, والحسم افضل من الاستنزاف".

وفي ما خص الرئاسة اللبنانية ودعم السعودية للعماد ميشال عون، قال: "السعودية كانت متوجسة إلى حد ما من هذا الخيار, ولكن عندما قالت الاطراف اللبنانية، من سمير جعجع الى سعد الحريري، انها تؤيده، كان ردها فليكن، في النهاية هذا بلدكم ولتتحملوا مسؤولياتكم. بهذه الروحية دخلت السعودية, ونحن كان اعتقادنا ان أي رئيس سيأتي الى السلطة سيصطدم بمشروع دويلة حزب الله, اذ لا يمكن ان نبني دولة دون الاصطدام بدويلة حزب الله, لذلك كان خيارنا ان يأتي الرئيس عون ونرى, فالرئيس القوي لا بد يصطدم بهذه الدويلة، وقد بدأ فعلًا الاصطدام بها منذ اليوم الاول".

وتابع: "لا يستطيع عون الا ان يكون رئيسًا قويًا, واذا لم يستطع, يكون قد انتهى كل مشروعه وذهبت كل اسطورته وادخل تياره في اكبر نفق مظلم ودخل التاريخ من اسوأ ابوابه. اليوم بدأ الاصطدام بين الرئيس القوي والدويلة القوية, وهذا الاصطدام برأيي سيصب في مشروع الرابع عشر من آذار التي تعلن مرارًا وتكرارًا انه لا يمكننا ان نقيم دولة في داخلها دويلة تتحكم بها وبقرارها, وما سيفعله ميشال عون اليوم يطرح سؤالاً كبيرًا، وهو: هل حزب الله بما هو عليه قابل للعيش داخل الدولة اللبنانية؟".

وقال: "نحن كان جوابنا كلا بالمطلق, واليوم نختبر ذلك بالتجربة ونظهر للعالم والمجتمع الدولي ان هذه الدويلة لا يمكن الا ان تفجر الدولة، وحتى لو جلبنا لها الرئيس الاقرب اليها. انا اعتقد ان حزب الله لو يملك واحداً بالالف من الحس والذكاء السياسي والاجتماعي يستطيع ان يتأقلم مع ميشال عون، لكن حزب الله هو حزب عسكري له جناح سياسي، وليس حزباً سياسيًا له جناح عسكري, فتفكيره دائمًا هو تفكير عسكري ويأتي بعده السياسي، وانا اعتبر ان كتلة الوفاء للمقاومة هي جناح سياسي صغير لحزب الله وليس العكس, بينما الاحزاب تكون عادة سياسية ويتبعها احيانا جناح عسكري".

وعن الحكومة قال صقر "الحكومة ستمشي, انا اؤكد ذلك, واعتقد أن الرئيس بري سيجد حلًا ونحن كتيار مستقبل سنجد الحل، اما حزب الله فلا يبالي، هو لا يضع فيتو على الحل ولا يضع بالمقابل جهدًا للحل, فحزب الله بكل بساطة يتمنى للشعب اللبناني الشقيق دوام التوفيق بهذه الحكومة".

وعن عرض القصير رأى صقر أن "ان لحزب الله عرضه العسكري في القصير وكذلك عرض "الكركوز" في بلدة الجاهلية (في اشارة الى العرض الذي قدمه الوزير السابق وئام وهاب), بينما الرئيس بري ليس من جماعة التعطيل، فدائما يمكن ايجاد قواسم مشتركة وقنوات اتصال معه, بعكس حزب الله, الرئيس بري هو الوجه الوطني لشيعة لبنان، اما حزب الله فهو الوجه الاسلامي الايراني لشيعة لبنان، وهذان الوجهان يختلفان تمامًا، في العمق وفي بنية التفكير والخطاب، الرئيس بري يمكن ان نختلف معه في قضايا سياسية كثيرة، ولكن لا نختلف معه ان لبنان هو وطن نهائي.

وختم حول بقاءه في لبنان بالقول: "التهديد لا يزال قائمًا, ولكن عندما وجدت أن ثمة ضرورة لان اعود الى بيروت، عدت. في السابق كان البلد يعيش في الفراغ، اما اليوم، وبناء لطلب الرئيس سعد الحريري، عدت ومن دون مصالحات أو غطاء أو أية ضمانات، ولكن لن أساوم واحداً بالالف على مواقفي، ما قلته قلته، والآن اعود واقوله وبصوت أعلى".

 

 


ايلاف