أواخر الثمانينات، كنت ضمن وفد رسمي ممثلا للمقاومة الإسلامية ومعنا كان وفد اخر من المقاومة المؤمنة يضم مجموعة من الإخوة في حركة امل، اذكر انه كان برئاسة الصديق العزيز الحاج جميل حايك، وكانت هي المرة الأولى التي أزور فيها الجمهورية الإسلامية الايرانية بدعوة خاصة من الحرس الثوري، 
جلنا حينها على معظم قيادات الجمهورية في مقدمهم كان الإمام الخميني الراحل، وبرنامج مكثف جدا من النشاطات العامة والزيارات الرسمية التي وصلت بنا الى جبهات القتال الدائرة يومها على الحدود العراقية 
أما اليوم الأخير للزيارة فكان يوما ترفيهيا، زرنا فيه مناطق سياحية متعددة، من ضمنها كان زيارة الى مدينة ملاهي ضخمة في وسط طهران، اذكر جيدا يومها ان ما لفت نظرنا وسمعنا هنالك، هو ان موسيقى الأخوين رحباني كانت "تلعلع" في  كل ارجاء المكان بالاضافة الى جناح كبير جدا مخصص لمكنات " الفليبرز " حيث اعداد كبيرة منها يلعب عليها مجموعات من الشباب والصبايا 
اذكر يومها ان احد مسؤولي محاور المقاومة " الحج كاظم "، همس في اذني والدهشة تعلو فوق وجهه مسغربا مندشا مستنكرا وقال : نحن منمنع محلات " الفليبر" بالضاحية ومنجبر اصحاب المحلات على اقفالها بوصفها اماكن للهو والفجور،  في حين ان بطهران الآلات نفسها برعاية الدولة الإسلامية ... 
لا اعرف لماذا خطرت هذه الحادثة على بالي عند سماعي لخبر حادثة كلية الهندسة في الحدث، لكنني على يقين بان مسؤول التعبئة الطلابية التابعة لحزب الله في هذه الجامعة لم يزر طهران قط ....