كما كان متوقعًا، أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي تمديد قانون العقوبات ضد إيران المعروف بقانون السيناتور داماتو الذي تمّ إقراره قبل عشرين عامًا يمنع بموجبها الشركات من الاستثمار في حقل البترول الإيراني.
وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله خامنئي بأن تمديد تلك العقوبات لا يختلف عن إقرارها أو إقرار أي عقوبة جديدة تمثّل خرقًا للاتفاق النووي. 
وعزا خامنئي السبب في تلك المفاجأة إلى الاستعجال في توقيع الاتفاق النووي وألقى بالملامة ضمنيًا على الفريق الإيراني المكلّف بالتفاوض النووي حيث أنهم لم يلتفتوا إلى وجود هذا القانون الذي يعارض ويناقض الاتفاق النووي الذي من شأنه أن يلغي جميع العقوبات ضد إيران سواءً تلك التي تتعلق ببرنامجها النووي أو تلك التي تتعلق بتنمية النفط والغاز أو العلاقات المصرفية.
بينما كان وزير خارجية إيران محمد جواد ظرف أكد في وقت سابق على أن قانون داماتو سيتمّ إلغاؤه معللًا ذلك بأن تمديد هذا القانون يناقض الاتفاق النووي، مما يعني أن الفريق المفاوض لم يتجاهل هذا القانون.
ومن جهة أخرى اتفق الطرفان في المفاوضات النووية وخاصة إيران والولايات المتحدة على إلغاء جميع العقوبات المتعلقة ببرنامج إيران النووية وأمريكا تعهدت بعدم إقرار أي قانون جديد العقوبات ضد إيران. 
اعتبر آية الله خامنئي تمديد العقوبات هو خرق للاتفاق النووي وأي خرق للاتفاق النووي سيتبعه رد مناسب من قبل إيران.
ولكن الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية خفّف من حدة هذا التصريح في أول حديث له بعد تصويت مجلس الشيوخ قائلًا بأن تمديد قانون داماتو يخالف الاتفاق النووي. ويلاحظ أن مخالفة القانون الذي تقول به الحكومة تختلف عن خرقه الذي يؤكد عليه المرشد الأعلى خامنئي.
ويكمن الفرق بين هذين الوصفين بأن خرق الاتفاق النووي سيسمح لإيران العودة إلى ما كانت عليه قبل الاتفاق النووي واستعادة التخصيب إلى 20 في المائة وأكثر. بينما مخالفة الاتفاق يمكن تصحيحها. 
فضلًا عن أن مسار رفع العقوبات عن إيران استمرّ منذ سبعة أشهر في ظل تنفيذ قانون داماتو، فإن قانون داماتو لم يتوقّف عن التنفيذ خلال الفترة الأخيرة ولم يشعر الطرفان بعراقيل في مسار تنفيذ الاتفاق النووي.
ويبقى الدور الأهم للرئيس المنتخب الأمريكي دونالد ترامب الذي يناط به تنفيذ قانون داماتو خلال الأعوام الأربعة المقبلة. 
على أن الرئيس المنتخب الأمريكي حتى اللحظة يشبه بطيخًا لم يُفتح بعد. فتصريحاته السابقة تؤكد على الاتجاه نحو الداخل وتحسين الوضع الاقتصادي للبلد وإنهاء التدخل العسكري في البلدان الأخرى، ولكن يبدو أن طاقمه يتشكّل من الصقور أكثر من الحَمَام. وربما يختار واحدًا  من جنرالات اليمين المتطرف كخليفةٍ لجان كيري. 
هل سيتفوّق ترامب بالاتفاق النووي على قانون داماتو أو يغلب الأخير على الأول؛ لا أحد يتمكن من التكهن ولكن يمكن القول بأن تغليب العقوبات على الاتفاق النووي سيثلج على قلوب المتشددين في إيران الذين يتمنون فشل الرئيس روحاني في ما يعتبره أكبر إنجاز لحكومته. 
في حال تغليب العقوبات الممدّة الاخيرة سوف تتجه إيران إلى الامم المتحدة لتحكيمه في خلافها مع أمريكا وبموازات ذلك ربما ستقوم بعمليات استفزازية لأمريكا كما قامت باعتقال قوى بحرية أمريكية قبل خمسة أشهر.