على الرغم من عدم صدور أي تأكيد سعودي أو إماراتي لأنباء عقد لقاء يجمع بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، إلا أن إعلاميين موالين للأخير؛ أصروا على أن اللقاء سيتم، وذلك على خلفية تواجد الاثنين في الإمارات للمشاركة بفاعليات اليوم الوطني الخامس والأربعين للإمارات.

وأكد أحمد المسلماني نبأ عقد القمة، فيما كشف مصطفى بكري، تفاصيل جديدة عنها، في وقت زعم فيه الإعلام المصري أن الرياض اتخذت قرارين مهمين في الساعات الأخيرة، يعتبران بمثابة تهدئة سعودية مع القاهرة، أولهما إلغاء الألفي جنيه التي كانت قد فرضتها رسوما للعمرة (المتكررة)، والثاني يخص الصيادين المصريين الموقوفين بالمملكة، إذ قررت السلطات السعودية إطلاق سراحهم.

وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعث برقية تهنئة، الخميس، للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بمناسبة ذكرى "اليوم الوطني"، لبلاده، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

بكري: القمة تعقد الثانية ظهرا

وقال مصطفى بكري، وهو صحفي ونائب برلماني، إنه وفقا لمصادر (لم يحدد طبيعتها) فإن هناك قمة مصرية- سعودية برعاية ومشاركة إماراتية تعقد خلال الساعات المقبلة.

وأضاف، أنه وفقا للمصادر، فإن السيسي لم يرفض هذا الأمر (السعي الإماراتي لعقد قمة بين الجانبين).. بالعكس، الرئيس قلبه وصدره مفتوح فما بالنا بالسعودية، أشقاؤنا الذين نعرف أن لنا تقديرا عندهم، ومدى تقديرهم لدينا"، بحسب تعبيره.

وأوضح بكري أنه وفقا لمصادر خليجية سيصل الملك سلمان إلى أبو ظبي في الثانية ظهرا (الجمعة)، على رأس وفد رفيع المستوى، وأن هناك اتفاقا على عقد قمة بين الملك سلمان وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمشاركة إماراتية، وستشكل نقطة تحول في تصفية الأجواء بين الرياض والقاهرة، بهذه الرعاية الإماراتية.

وأردف أن تلك القمة ستشمل بحث العلاقات المصرية- السعودية، واللبس الذي حدث نتيجة دعم مصر للموقف الروسي، وأوضاع ليبيا وما يجري ضدها من مؤامرات داخلية وخارجية، وموضوع اليمن والرؤية السعودية للموقف هناك خاصة مع وجود إيران كموقف فعل، أما النقطة الأخيرة فهي السياسة الأمريكية بعد وصول ترامب للسلطة، بحسب قوله.

ونفي، في برنامج "حقائق وأسرار"، عبر فضائية "صدى البلد"، الخميس، أن تكون هناك أزمة بين مصر والسعودية، مستدركا أنها "سحابة صيف بين البلدين، وليس هناك أزمات.. وسحابة الصيف لابد لها أن تمر"، حسبما قال.

وتأتي تصريحات بكري بعد سلسلة تغريدات أطلقها صباح الخميس، ذكر فيها أن الشيخ محمد بن زايد، قد تشاور مع السيسي لعقد القمة، في أثناء زيارة الأول للقاهرة.

وأضاف بكري في تغريداته أن القمة المصرية- السعودية ستكون أولى خطوات تهدئة الأزمات بين البلدين، على حد قوله.

 

المسلماني: توقعات بعقد قمة مصرية- سعودية 

ومن جهته، قال أول مستشار إعلامي للرئيس المؤقت بعد الانقلاب، أحمد المسلماني، في برنامجه "الطبعة الأولى"، إن زيارة السيسي لأبوظبي تأتي في إطار العلاقات الممتازة بين الشقيقتين مصر والإمارات، وإطار الدور الإقليميي، الذي تلعبه الدولتان في هذا المحيط المضطرب.

وأشار المسلماني إلى أن هناك أنباء عن وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى أبو ظبي لحضور نفس الاحتفالات، موضحا أن هناك تقارير وتوقعات بشأن انعقاد قمة مصرية- سعودية تجمع السيسي والملك سلمان على هامش الاحتفالات.

 

صحف ومحللون مصريون يرجحون عقد القمة

في السياق نفسه، روجت صحف مصرية مقربة من سلطات الانقلاب لعقد القمة، واستضافت محللين قالوا إن هناك تنسيقا بين القاهرة والكويت وأبو ظبي لإذابة الخلافات المصرية- السعودية، وإن  السيسي والملك سلمان سيحتفلان باستقلال الإمارات، الجمعة.

وقالت صحيفة "صدى البلد" إنه خرجت تكهنات عدة حول أجندة زيارة السيسي، للإمارات، التي بدأت الخميس، وتستمر إلى الجمعة، وتشير مصادر إلى أن الزيارة ستتضمن إنهاء الخلاف المصري- السعودي، الذي نشب مؤخرا نتيجة للاختلاف في الروئ السياسية حول بعض قضايا المنطقة.

وأشارت التكهنات أيضا، وفق الصحيفة، إلى أن هناك تنسيقا "مصريا- إماراتيا- كويتيا" لإنهاء هذا الخلاف خاصة أن هناك احتمالا بأن يقوم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة أيضا للإمارات، الجمعة، للمشاركة في احتفالاتها بعيد الاستقلال الـ45، حيث يتسنى له لقاء السيسي.

ونقلت الصحيفة عن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، تعليقه على موقف المملكة من دعم حل الخلاف بين البلدين، بقوله إن الأمور لم تتضح.

أما أستاذ العلوم السياسية وخبير التقديرات الاستراتيجية جهاد عودة، فقال، بحسب "صدى البلد"، إن هناك تنسيقا يجري بين مصر والإمارات والكويت لرأب الصدع، وتقليل هوة الخلاف مع السعودية، وإن كلمة تنسيق تعني أنه لا يوجد طرف خارجه من الدول الأربع، مضيفا أن السعودية تسعى أيضا لإذابة الخلاف.

ومن جهته، أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السعودي خالد المجرشي، أنه بمناسبة احتفال الإمارات بالعيد الوطني الـ45، مرجح، وبقوة، زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للإمارات، من أجل الاحتفال بهذه المناسبة، وخلال الزيارة ستعقد قمة مصرية سعودية على أرض الإمارات الجمعة، وفق "صدى البلد".

وكان الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، ألمح إلى أن الهدف من الزيارة هو تضييق الخلافات بين مصر والسعودية بعد توترها في الفترة الأخيرة.

سياسيون معارضون للسيسي: ملفات اقتصادية وعسكرية 

إلى ذك، لم يستبعد سياسيون معارضون للسيسي أن تهيمن ملفات اقتصادية على زيارته للإمارات، ومن بينها استمرار الدعم الاقتصادي لمصر، ودور الإمارات في الحصول على نصيب الكعكة من برنامج الخصخصة المصري، في ظل رهان القاهرة علي دور إماراتي في شراء بنوك وشركات عامة تعتزم مصر التخلص منها. 

ولم يستبعد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عبد الله الأشعل، أن يتم التطرق إلى عودة الفريق أحمد شفيق مرة أخرى إلى مصر، وما أثير حول نيته للترشح للرئاسة، ودعم الإمارات له، مشيرا إلى أن السعودية والإمارات ساندتا السيسى للوصول للحكم، وأن السيسى قلق من انقلاب الإمارات والسعودية عليه، ودعمهما لشفيق. 

ومن جهته، أكد أستاذ العلاقات الدولية، محمد حسين، أن سبب زيارة السيسي للإمارات، ربما يكون لوجود مشكلات اقتصادية عالقة مثل مشكلات البترول أو ربما لاتمام صفقة عسكرية ممولة من الإمارات، أو لحل أزمات عسكرية مثل تعزيز الدعم الإماراتي لأطراف موالية لها في ليبيا.

هل هي تهدئة سعودية حقا؟

وتزامن وصول السيسي إلى الإمارات، والحديث المتواتر في الإعلام المصري عن لقائه بالملك سلمان، مع قرار السعودية بإلغاء الرسوم الإضافية لتأشيرات العمرة مراعاة لبسطاء المصريين، بحسب الإعلام المصري.

وكشف عضو اللجنة المصرية العليا للحج، ناصر تركي، عن صدور قرار وزارة الحج السعودية بإرجاء فرض رسوم على تأشيرات العمرة المقدرة بألفي ريال سعودي للفرد الواحد، خلال ساعات. 

وذكر تركي، الخميس، أن شركات السياحة ستحصل على 3 تأشيرات لكل شركة سياحية لديها وكيل سعودي، لمدة عام.

وذكر عضو اللجنة، أحمد إبراهيم، أن السعودية قررت إلغاء تطبيق الرسوم المقررة منها على تأشيرات العمرة وقدرها ألفا ريال للمرة الثانية خلال 3 سنوات بـ"أثر رجعي"، على أن يتم تطبيقها من هذا العام 1438 هجريا.

وأشاد إبراهيم، في تصريحات صحفية، الخميس، بقرار وزارة الحج والعمرة السعودية، مؤكدا عمق العلاقات بين البلدين، وتفهم المملكة لمطالب الجهات الحكومية والخاصة لتعديل هذا القرار، لتمكين البسطاء من أداء مناسك العمرة، وفق قوله.

ومن جانبه، قال عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات السياحية المصرية، إيهاب عبد العال، إن إرجاء السعودية فرض رسوم على تأشيرات العمرة جاء نتيجة طبيعية لإيقاف توثيق عقود العمرة للموسم الحالي، خاصة أن مصر تنفذ 23% من موسم العمرة التي تعد أكبر دولة تضخ رحلات العمرة على مستوى العالم.

وكشف عبد العال أن القرار السعودي حال تنفيذه كان سيرهق الاقتصاد المصري، وأن القرار الجديد جاء ليؤكد عمق العلاقات بين البلدين، ومبدأ المصالح المشتركة.

الإفراج عن الصيادين تهدئة جديدة

وفيما اعتبرته أيضا وسائل إعلام مصرية "خطوة جديدة للتهدئة بين القاهرة والرياض"، ذكرت وسائل الإعلام تلك أن السعودية، قررت الإفراج عن 32 صيادا مصريا كانوا محتجزين منذ أشهر عدة بمحافظة الجبيل بالمملكة، بعد مفاوضات ناجحة مع الجانب المصري.

وبحسب تقارير محلية، بدأت أزمة الصيادين الـ 32 صيادا بعد احتجازهم من قبل كفيل سعودي رافضا عودتهم لمصر، وعدم منحهم رواتبهم التي اتفقوا عليها بناء على العقود المبرمة بينهم قبل سفرهم لمحافظة الجبيل، فأصر الصيادون على العودة لمصر، فرفض الكفيل، واحتجزهم مستغيثين بمحافظ كفر الشيخ ووزير الخارجية المصري.

والأمر هكذا، قال محافظ كفر الشيخ، اللواء السيد نصر، في تصريحات صحفية، الخميس، إنه سيتم الإفراج عن الصيادين المحتجزين خلال الساعات القليلة المقبلة.

السيسي يصل للإمارات وسط حفاوة كبيرة

وكان السيسي، بدأ الخميس، زيارة إلى الإمارات، وكان في استقباله لدى وصوله إلى مطار أبوظبي، ولي عهدها، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الإماراتيين.

وأشار بن زايد، في تصريحات له، إلى تطلعه لأن تسهم زيارة السيسي إلى أبوظبي في مواصلة الارتقاء بأطر التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين.

وبدوره، أعرب السيسي عن سعادته بزيارة الإمارات، موجها التهاني لقيادة وشعب الإمارات بمناسبة "العيد الوطني الخامس والأربعين".

وأشاد السيسي بما حققته الإمارات من تقدم على مدار السنوات الماضية، مشيرا إلى أنها أصبحت تمثل نموذجا يُحتذَى لكل الدول العربية في تحقيق التنمية الشاملة، وفق وصفه.

وشدد على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، مؤكدا أن المرحلة الراهنة تتطلب تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، معربا عن اعتزاز مصر بما يربطها بالإمارات، من روابط أخوة وتعاون وثيقة تُعد مثالا للتعاون الاستراتيجي بين الدول العربية، بحسب تعبيره.

ومن جهته، صرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف، بأن السيسي عقد جلسة مباحثات موسعة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي رحب بالسيسي، مؤكدا موقف بلاده الثابت من مساندة مصر.

وكانت القاهرة صوتت في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار روسي بشأن الأوضاع في حلب، الأمر الذي أثار حفيظة الدول العربية، وأهمها السعودية، إذ انتقد مندوب الرياض في مجلس الأمن، عبد الله المعلمي، تصويت القاهرة على القرار، وقال بعد عملية التصويت إن "من المؤلم" أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى موقف المندوب المصري حيال مشروع القرار الروسي.

ولاحقا توقفت شركة "أرامكو" السعودية عن تزويد مصر بشحنات وقود تقدر بسبعمائة ألف طن عن الوقود بشكل شهري، عن كل من شهري أكتوبر، ونوفمبر، الماضيين، دون إبداء أي أسباب، على الرغم من اتفاق معقود بين البلدين بهذا الشأن، ما أثار حفيظة نظام السيسي.