لم يبد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة أي امتعاض على المستوى الشخصي من تعثر التأليف، حتى أنه لم يعتبر أن عملية التأخير بالوصول إلى إعلان حكومة الوحدة الوطنية كما يرغب، يمكن أن تؤثر على حضوره السياسي، ولولا اعتقاده بضرورة الإسراع وإطلاق العنان لعجلات العمل المؤسساتي للدولة والعهد، من أجل المصلحة الوطنية الكبرى لفضّل حينئذ الاستمرار وإطالة هذه المرواحة.
يعتبر الشيخ سعد أن جوهر الصراع الآن والمعطل للتشكيل، ليس هو توزيع الحقائب الوزارية كما يحاول البعض أن يوحي، بالخصوص مع تأكيده الإستعداد لإعطاء المردة وزارة وازنة كما يرغبون، وبالتالي فالعقدة كما يقول ليست هي عند تيار المردة ولا هي أيضا عند القوات اللبنانية المتفهمة هي الأخرى لحاجة منح العهد الجديد انطلاقة قوية .
العقدة الأساسية في نظر الشيخ سعد إنما تكمن عند أولئك الذين يخشون من تفلت رئيس الجمهورية ميشال عون من شباكهم التي أحاطوه بها طيلة فترة كونه مرشح رئاسة، في حين أن الرئيس عون يعتبر أن من واجبه ممارسة دوره الوظيفي كرئيس جمهورية وعدم الإكتفاء بالإنتقال للسكن في قصر بعبدا مع بعض الإستقبالات من هنا وهناك.
يؤكد الرئيس المكلف أنه ومنذ لحظة تبنيه وانتخابه الرئيس عون، هو حاضر للجلوس إلى جانبه على طاولة مجلس الوزراء، وأنه على استعداد لأعلى درجات التعاون، وحتى تحين تلك اللحظة فهو يجلس منتظرا على ضفة نهر التشكيل.