المقولة الهزلية المشهورة لحسني البوراظان في مسلسل صح النوم: "اذا أردت ان تعرف ماذا يحصل في ايطاليا فعليك ان تعرف ماذا يحصل في البرازيل" قد تصح تماما ولو مع بعض التعديلات، فاذا أردت ان تعرف ماذا سيحصل في لبنان عليك ان تعرف ماذا يحصل في العراق.

بالخصوص اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان اللاعب الايراني هو نفسه في كلا البلدين، وأن لبنان والعراق هما بحسب مفهوم الامن القومي الايراني يشكلان خطا الدفاع الامامي عن مصالحها في المنطقة، 
ولم يكن تصريح رئيس الاركان الايراني اللواء محمد باقري وافصاحه عن عزم بلاده إنشاء قواعد عسكرية في سواحل سوريا واليمن هو الحدث الابرز والكشف عن استشراف القادم من الايام وما ستؤول إليه المنطقة، بل يأتي في هذا الاطار المؤشر الاخطر والأهم وهو موافقة مجلس النواب العراقي السبت الماضي على قرار قانون دمج " هيئة الحشد الشعبي " الى القوات المسلحة العراقية .

هذا القرار " الايراني " يعني أمر واحد هو الامساك المباشر والميداني للواقع العراقي، تمهيدا ربما لمواجهة متوقعة مع المرحلة الترامبية القادمة! فهل هذا يعني أننا في لبنان ايضا، سنشهد تحولا مماثلا عبر الإيعاز للحشد الشعبي اللبناني ( حزب الله ) للإمساك المباشر والسيطرة على لبنان؟ ويكون العرض العسكري في مدينة القصير هو مؤشر لهذه المرحلة القادمة ؟؟!!