ما إن انتشرت صور الحرائق من داخل الكيان الصهيوني حتى فسّرت عند كثيرين من رواد مواقع التواصل الإجتماعي على أنها انتقام إلهي أصاب المجتمع الاسرائيلي بسبب قرار حكومة العدو منع مكبرات الصوت لرفع الأذان من فوق مآذن المساجد وأن " الله " اسشاط غضبا لهذا القرار التعسفي والمسّ بحق من حقوقه الدنيوية .
إعطاء البعد الميتافيزيقي لظاهرة طبيعية محدودة أصابت العدو، لم تأت من فراغ ولا هي نتاج الإقرار بعجز مسبق فقط، وإنما هي انعكاس لثقافة متجذرة عند المتدينين بشكل عام وعند المسلمين بشكل خاص، مستندة بشكل أساسي على آيات قرآنية تخبرنا عن هذا التدخل المباشر لمعاقبة القوم الكافرين في طرق متعددة بالإغراق مرة وبالجفاف مرات وبشواظ من نار ونحاس، أو بغيرها من أساليب التعذيب .
وإن كنا نرفض فكرة إدخال " الله" في حروبنا وصراعاتنا بناءا على طلبه هو، ونستنكر عقيدة من يدعي " امتلاكه " دون العالمين، لما لهذه الدعوة من مخاطر وتبعات نراها على امتداد شرقنا وحرائقه، ولأنه ادعاء فارغ من أي مضمون حقيقي ويستطيعه من يشاء وساعة يشاء، وللمفارقة أنني وأنا أصفّ هذه الحروف جاءني خبر اندلاع حرائق كبيرة أيضا على أطراف القرى الحدودية كفركلا والعديسة والطيبة، وأن الناس " المؤمنيين " هناك يناشدون الدولة للتدخل. 
ولا أدري هل هذه الحرائق عندنا هي أيضا من حرائق الله ؟؟؟؟