طغت أجواء من البهجة والود على وجوه الرؤساء الأربعة: الجمهورية ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري وحكومة تصريف الأعمال تمام سلام والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري أثناء استقبالهم المهنئين بعيد الاستقلال في القصر الجمهوري. لكن هذه الصورة الجامعة بقيت في إطار محاولات إحداث خرق لتسهيل تشكيل الحكومة العتيدة، ولم تثمر أي دفع للأمور في اتجاه حلحلة العقد القائمة.
كان للاحتفال طابع مميز كونه يحصل للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين بسبب الشغور الرئاسي الذي حال دون إقامة العرض العسكري وحفلة الاستقبال في القصر الجمهوري. وفتحت قاعة 25 أيار في القصر أمام الرؤساء الأربعة لاستقبال المهنئين لوقت تجاوز البرنامج المقرر بساعة وربع الساعة إضافية. وتوالى وصول المهنئين من رسمين وسياسيين وروحيين وأمنيين وديبلوماسيين وإعلاميين ونقابيين وهيئات كشفية واجتماعية وأهلية، إضافة إلى قائد أركان قوات «يونيفيل». وغصت بهم القاعة التي ازدانت بالورود الحمر من لون العلم اللبناني وبشاشات عملاقة عرضت صور العلم اللبناني، فيما كان عازفون من المعهد الموسيقي «الكونسرفاتوار» يعزفون ألحاناً لبنانية على البيانو.

وقبل بدء استقبال المهنئين، وفور العودة من العرض العسكري في قلب بيروت، عقدت في مكتب رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، خلوة أولى ضمت: عون وبري ثم خلوة ثانية حيث انضم اليهما الحريري ثم انضم سلام الى خلوة ثالثة، وعرضت خلالها الأوضاع العامة في البلاد ومراحل تشكيل الحكومة، بحسب المكتب الإعلامي الرئاسي.
كما تخلل الاستقبال أحاديث جانبية بين أقطاب سياسيين محورها التشكيلة الحكومية. فسأل عضو كتلة «القوات اللبنانية» النيابية أنطوان زهرا الرئيس بري: «هل كل مشكلتك معنا؟». ورد بري: «لا أعرف». وجرى حديث مطول بين وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ومدير مكتب الرئيس المكلف نادر الحريري.
وكان الرئيس الحريري انسحب لبعض الوقت من استقبال المهنئين عندما حضر السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي لتقديم التهاني.
وقالت أوساط الرئيس الحريري لـ «الحياة» إنه أثناء الخلوة الرباعية جرى استكمال بحث كان جرى أول من أمس، أثناء اتصال هاتفي مطول بين الحريري وبري كانت بحثت خلاله العقد التي تواجه التشكيل وكان الجو إيجابياً.
وقالت المصادر نفسها إن ليس من مشكلة بين بري والحريري وكل ما في الأمر أن الحريري كان التزم مع «القوات» على توليها حقيبة الاشغال العامة والنقل، ومن بعدها طالب الرئيس بري بالحقيبة ذاتها، وهو كانت عُرضت عليه حقيبة الصحة لكنه أصر على حقيبة الأشغال، علماً أن النائب فرنجية يريد حقيبة من ثلاثة: الاتصالات أو الطاقة أو الأشغال.
وكان الرئيسان بري والحريري وصلا سوية إلى قصر بعبدا، ودخلا مكتب الرئيس عون ثم انضم إليهم الرئيس سلام. وعلق الأخير على الخلوة التي عقدت بالقول بعد انتهاء حفلة الاستقبال: «المطبخ شغال والأجواء جيدة». ونقلت محطة «أن بي أن» عن الرئيس بري تعليقه على الأجواء الحكومية بأن «الأجواء منيحة لامعة وملمعة».
أما الحريري فقال: «الأجواء كانت جيدة، والتشاور قائم ولا وقت محدد للحكومة». وأكدت أوساطه أنه سيستكمل اتصالاته.
ولا تزال عقدة مطالبة رئيس الجمهورية بتسمية وزير شيعي عالقة، لارتباطها بحلحلة في مسألة الحقائب.

 


"الحياة"