حتى وقبل أن تنتهي حلقة برنامج طوني خليفة الجديد ( العين بالعين )، التي شارك فيها الشيخ عباس الجوهري ومقابله كان الصحافي غسان جواد وأحد آباء الشهداء، إشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لجمهور حزب الله بشتى أنواع الشتائم والإساءات والسباب والتخوين بحق الشيخ الجوهري.
وبالرغم من حساسية الموضوع وتشعبه استطاع الشيخ ان يثبت دماثة أخلاقه وأن يعبّر بصدق عن عميق حبه وغزير عاطفته إتجاه من اعتبرهم " أهله وقومه وابناء جلدته " وهذا ما كان قد أكده لي الصديق غسان باتصاله معي حتى قبل عرض الحلقة : " بالرغم من اختلافنا بوجهات النظر، أستطيع أن أؤكد لك يا عماد ان الشيخ إنسان محترم جدا... "
قد أتفهم ردة فعل جمهور الحزب وإمتعاضه الكبير وسوق الكثير من الانتقادات بحق الشيخ بسبب الاختلاف بوجهات النظر، واعتراضه على تدخل الحزب بالمعارك الى جانب نظام الاسد،  وقد أتفهم إفلات أحد مشايخ " السنة " للتهجم عليه ، فهذا كله قد يعتبر من ضروريات التجييش الذي تفرضه المرحلة !! 
ولكن ما لا يمكن أن أفهمه هو توصيف الشيخ الجوهري " بالحاقد " لأنه أبدى حرصه الشديد على حياة ودماء أبناء الحزب ويريد حياتهم لا موتهم . وكذلك الحال في وصفه بعميل السفارة وهنا المقصود السفارة الاميركية طبعا، والشيخ قد أبدى بتوجهاته اشد الاعتراض والتحذير من شرك وزير الخارجية الاميركية جون كيري الذي كان واضحا برضاه الكبير على بقاء الحزب في سوريا واستنزافه هناك حتى اخر نقطة دم !! 
فاذا كان " الحقد" في نظر جمهور الحزب هو المحبة والحرص على الدماء ، واذا كانت " العمالة " هي الوقوف في وجه المؤامرات الاميركية .
 فهنيئا لك يا شيخ عباس...  ونحن معك .