وكأنّ جريمة تغييب الإمام الصدر في 31 آب 1978، يُراد لها أن تتجدّد هذه المرة بتغييب الرئيس نبيه بري في 31 تشرين 2016, ولِنفس الأسباب ومن نفس الأيادي الآثمة.
وكما تعاطى حزب الله مع الجريمة الأولى على مرّ كل تلك السنوات العجاف، فإننا نتلمّس شيأً من هذا القبيل يحصل الآن من خلال استحقاق انتخابات رئيس للجمهورية، فحزب الله الذي لم يحرّك ساكنًا للمساهمة بكشف وتحرير الإمام المغيّب، واكتفى بقصائد الشعر والخطابات، كما فعل من أجل تحرير الأسير الراحل سمير القنطار، وتحت يافطة الوفاء للمرشّح ميشال عون نراه يضرب بعرض الحائط الوفاء المطلوب منه " للأخ الرئيس " نبيه بري، ويكتفي بمجرّد ادّعاء تفهّم الاستاذ للموقف الغير مفهوم أصلا !
وهنا لا بدّ من طرح السؤال الكبير ( وقبل فوات الاوان )، هل المطلوب هو تغييب الرئيس بري؟ ومَن هي الجهة التي تقف خلف هذا القرار؟  ولماذا التضحية والمغامرة بمستقبل واستقرار الثنائي الشيعي ؟ أم أن المطلوب الآن أيضا هو القضاء نهائيا على عروبة لبنان.
 يبقى أن نذكر الذين يَقِفون خلف هذا المشروع الجهنمي أننا لسنا في 1978 وأنّ مرور أكثر من 38 عام على فاجعة التغييب، هي كفيلة بإفشال أي محاولة من هذا القبيل إن وُجدت .. 
وما نجح  يومها من المؤكد أنه لن ينجح في 2016 .