تتعرض للمرة الأولى المحامية الدولية أمل كلوني علم الدين، البريطانية من أصل لبناني، لانتقاد مهني وسياسي خطير على خلفية تمثيلها للأسترالي جوليان أسانج، صاحب مؤسسة “ويكيليكس” المتخصصة بنشر الوثائق السرية للحكومة الأميركية، حيث أثارت جوي لو ديكو، كاتبة العامود السياسي الشهير في صحيفة “إيفننغ ستاندارد” المسائية، اول من امس، تساؤلات حول سبب إسقاط اسم كلوني علم الدين من قائمة أسماء المحامين الذين يدافعون عن أسانج الذي لجأ إلى سفارة الإكوادور في لندن خوفاً من أن تسلمه السلطات البريطانية إلى نظيرتها السويدية، حيث إنه مطلوب للاستجواب في شكوى قدمتها فتاة سويدية اتهمته باغتصابها.

وتساءلت ديكو ما إذا كانت كلوني هي التي انسحبت من طاقم المدافعين عن أسانج، أم أن أسانج هو الذي أسقط كلوني؟ وعبّرت عن خشيتها من أن يكون انخراط جورج وأمل كلوني في الحملة الانتخابية الأميركية هو السبب وراء سقوط اسم أمل من القائمة، إذ إن جورج وأمل انحازا في حملة الانتخابات الأميركية إلى جانب هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديموقراطي للرئاسة.

وأشارت إلى أن “أمل استضافت وزوجها جورج كلوني، الممثل العالمي الشهير، حفلاً خاصاً في منزلهما لجمع التبرعات دعماً لحملة كلينتون الانتخابية”.

وتابعت، أن اسم أمل كان موجوداً طوال الوقت منذ العام 2012 ضمن قائمة المحامين الذين يتولون الدفاع عن أسانج الذي يرفض المثول للتحقيق معه في السويد لأنه يخشى من أن تقوم السلطات السويدية بتسليمه للسلطات الأميركية، حيث إنه مطلوب في الولايات المتحدة بسبب نشر مؤسسة “ويكيليكس” لعدد هائل من الوثائق السرية التابعة لوزراة الخارجية الأميركية على نحو أحرج الحكومة الأميركية وأساء لعلاقاتها الديبلوماسية مع عدد من حكومات العالم.

وأضافت أن “أمل شوهدت مراراً وهي تدخل مبنى سفارة الإكوادور في حي نايتسبريدغ الراقي وسط لندن لزيارة موكلها أسانج والتباحث معه حول مجريات قضيته”.

وربطت ديكو بين سقوط اسم أمل من قائمة المدافعين عن أسانج وإقدام موقع “ويكيليكس” أخيراً على نشر سلسلة الرسائل الإلكترونية الخاصة بهيلاري كلينتون، التي استخدمها ضدها مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، واتهمها بارتكاب تجاوزات تستحق عليها السجن.

وقالت: “إذا صحّت هذه المعلومات بأن سقوط اسم أمل كلوني من قائمة المدافعين عن أسانج مرتبط بنشر رسائل كلينتون الإلكترونية، فإن لهذا الأمر أبعاداً خطيرة، فتفضيل كلوني لكلينتون على أسانج بيان صادم عن الولاء”.

فأمل كلوني اشتهرت بولائها لزبائنها وبإخلاصها لهم ولمهنتها بوصفها محامية أمينة على مصالح من تمثلهم، ورغم أنها تحمل الجنسية البريطانية لم تتردد في الدفاع عن اليونان التي تتنازع مع بريطانيا على لوحات إلغن اليونانية الأثرية التي تزين واجهة المتحف البريطاني وسط لندن، ولم تنحنِ أمام موجة الانتقادات الشرسة التي وُجهت إليها بهذا الخصوص في وسائل الإعلام البريطانية، وترافعت بلا هوادة عن سلسلة أخرى من القضايا المثيرة على الساحة الدولية، لذلك جاء غمز ديكو من قناة أمل كلوني طعنة في مصداقيتها كمحامية من المنتظر منها الإخلاص والوفاء لزبائنها تحت أي ظرف من الظروف.

واختتمت ديكو مقالها بالتساؤل حول الحكمة في قرار أمل التخلي عن تمثيلها لأسانج لمصلحة كلينتون، وقالت: “هل هذه خطوة ذكية من زوجين قويين يعتبرهما البعض أنهما مؤهلان بشكل طبيعي ليحتلا البيت الأبيض؟” في إشارة إلى التقارير الإخبارية التي تحدثت في الماضي عن أن جورج كلوني يفكر بترشيح نفسه عن الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية في المستقبل.