حمل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله  جملة معطيات حول تعامل حزب الله السياسي بملف الانتخابات الرئاسية، وبرزت بين كلمات نصر الله جملة اعترافات حاول حزب الله مرارا  التستر عليها حينا وتجنب الإشارة إليها في أحيان كثيرة، وجاء الخطاب ليوضح موقف حزب الله من الإستحقاق الرئاسي، فكان نصر الله مضطرا إلى جملة اعترافات اخفاها الحزب منذ بداية الفراغ الرئاسي .

تعطيل الإنتخاب :
اعترف نصر الله بمسؤوليته عما كان يتهم غيره به فأكد المؤكد  بأن حزب الله هو من يتحمّل مسؤولية الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية على مدى عامين ونصف العام وليس أيّ طرف آخر، وقال علناً إن نوابه حضروا الجلسة الأولى لمعرفتهم المسبقة بأنها لن تشهد انتخاباً للرئيس، ثم بقوا على مقاطعتهم لأنهم كانوا يعرفون أن العماد ميشال عون لن ينتخب، وإلا لكنا حضرنا من الجلسة الثانية .
إن إشارة نصر الله هذه أكدت المؤكد بقرار حزب الله بالتعطيل الرئاسي وإطالة أمد الفراغ ليس لأجل العماد عون وحده بل لأن حزب الله لا يقوى إلا بالفراغ والتعطيل على مستوى المؤسسات والحياة السياسية في البلاد .

الثقة المفقودة : 
من جهة ثانية أكد نصر الله بأن أحداً في لبنان لا يثق بكلامه ولا بتعهداته حتى حليفه الأول تكتل التغيير والإصلاح والنائب عون نفسه، وإلا ماذا يعني غير ذلك  كلامه عن أنه بعث الى عون من يخبره بأنه مستعد لجلوس نائب عوني بالقرب من كل نائب عن حزب الله كي يتأكد عيانياً ومباشرة من أنه لن يصوّت لاسم آخر .
وطالما حاول حزب الله الإيحاء بمتانة التحالف مع التيار الوطني الحر عبر مقولته الدائمة بالوفاء للعماد عون إلا أن ما لم يستطع نصر الله إخفاؤه هو الثقة المفقودة بين التيار والحزب وحتى على أعلى المستويات وإن نفس الإشارة الى أن الحزب مستعد للتصويت على مرأى الكاميرات ونواب التيار هو أمر يستحق التوقف عنده في أكثر من اتجاه .

إن موافقة حزب الله على إخراج الملف الرئاسي من عنق الزجاجة ما كان ليتم لولا تأكد حزب الله من أن طرفي الحكم الذي سيستقر عليه أمر البلد باتا أضعف بكثير من ذي قبل وهو الحكم الذي يراهن عليه حزب الله ليستمر في سياساته الداخلية والخارجية دون رقيب أو حسيب .