لم تكن حادثة اختطاف الاميركي وليام هيجينز في 17 شباط 1987 الا القشة التي قصمت ظهر  التنافس على النفوذ في المناطق الشيعية بين حركة امل وحزب الله  بامتداداتهما الاقليمية، وما صراع الاخوة الذي اندلع  حرب ضروس بعد عدة اشهر ( 1988-  1989 ) الا انعكاس للصراع الخفي بين النظام السوري والنظام الايراني يومها .
صحيح ان حرب الاخوة قد انتهت بعد الاتفاق السوري الايراني في  كانون الثاني 1989  برعاية الشرع-ولايتي و طلب إقرار الطرفين به، الا ان حالة التنافس والتجاذب بين الطرفين بقيت على حالها، ولو انها اتخذت اشكال سلمية تسخن احيانا وتبرد في معظم الاحيان.
صحيح ان قيادة الطرفين عازمة بكل جدية على اعتبار ان تلك المرحلة السوداء هي غيمة مسمومة ولن تتكرر، وهذا ما نتبناه بدورنا ونشدد عليه، الا ان من الواجب هنا ان لا نكتف بمجرد التمني والرغبة، بل نجد لزاما علينا ان نحذر قيادتي حركة امل وحزب الله بان قرى الجنوب ودساكره تشهد هذه الايام اجواء متشنجة جدا، بين قواعد الطرفين بالخصوص بعد الحساسيات العاشورائية التي أثيرت، يضاف إليها  الان المستجدات السياسية والخلاف الكبير على دعم حزب الله لوصول ميشال عون الى بعبدا والذي تعتبره قواعد حركة امل بانه كسر لكلمة الرئيس بري، وانه يكاد يشبه حرب اقليم - سياسية - تشن عليهم من جديد .