لا أخفي ما يختلج في نفسي وقلبي من شعور بالسعادة والفرح،عندما أكتب مقالة أو أقرأ مقالة تحظى بالتعليقات والردود فأستمتع بها ، بقدر ما يحزن القلب بتعليقات تخرج عن الموضوعية وتتعدَّى حدود اللياقة والأدب،وتنحدر إلى مستوى هابط وسافل من التلاسن والسبِّ والشتم واللعن، وتصل إلى حد التخوين والتكفير،وتطال الأعراض والخصوصيات وتنتهي بالعمالة والتآمر وقبض الأموال من جهات ما أنزل الله بها من سلطان، وما يحزننا أكثر أنّ بعض المتدينين أو ما يسمون ذلك بالظاهر يعمدون إلى إلقاء قنابلهم السامة والمقيتة والمميتة، بتعليقاتهم "كاتب مشبوه، موقع مشبوه أو علاقة مشبوهة" لأنها تصب في خانة أعداء الله والأمة الذين يبررون مصالحهم الحزبية ويتنازعون على رضوانه سبحانه وتعالى، وكأنهم منزهون عن أي شبهة، ومن خلال قراءتي ومتابعتي لبعض المواقع وبالخصوص الموقع الإلكتروني الذي نكتب فيه "لبنان الجديد" لست مدافعاً بقدر ما أريد أن أدافع عن الأفكار والمقالات التي لا تهدف إلى زيادة الفجوة بيننا وبالخصوص ضمن الطائفة الواحدة والحزب الواحد، بل التي تهدف إلى محاولة ردم هذه الفجوة التي إزدادت في مجتمعنا وبلدنا لنرتقي إلى مستوى عالٍ من الحوار والنقاش الهادف لأننا نعيش تحت سقفٍ واحدة وبلد واحد،وإلاَّ نبقى مكشوفين بالعراء التاريخي،بل تسعى إلى فتح حوار عقلاني بعيداً عن العصبية المذهبية والدينية والعصبية الحزبية المنفعية،هذا كله لإيماني بأننا بشرٌ وحان الوقت لأن نعلن إنسانيتنا التي هي تجمعنا قبل كل شيء، وهذا ما يؤكده حديثٌ روي عن النبي محمد (ص) "الإنسان أخو الإنسان أحبَّ ذلك أم كره" لأن مستقبلنا واحد ودولتنا واحدة ومصيرنا واحد ومشترك، وهنا أذكر بعض من أحاديث الإمام علي(ع) "إني لأعترف بالحق قبل أن أُشهد عليه".. "ولا يعي حديثنا إلا صدورٌ أمينة وأحلامٌ رزينة".."من إستقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ" نعم يا أتباع الإمام(ع) لأنه من عرف مواقع الخطأ أمكنه أن ينفذ إلى الصواب، فالأراء والنقد والأفكار هي ضرورة في ثقافتنا وحياتنا وخصوصاً في أحزابنا وطوائفنا، وبهذا يستفيد المجتمع وتستفيد الجماعة من معنى الحاكمية والتولي عليهم، وهي على كل حال تحسم الأمور على صورة لا يقع بعدها ندم،لقوله (ع) " لا صواب مع ترك المشورة" وليس لأحد أن يمنع أحداً من الدعوة إلى ما يعتقد ويرى صوابية ذلك،لأنه حق من حقوق الإنسان وهي دعوة الإسلام والأديان والمذاهب،فلماذا نأنف من الرأي الآخر أو من سماعه إذا كنت على يقين ما تعتقد، من هنا عندما ننتقد لا ننتقد لأجله بل لأننا نغار على بلدنا وديننا وحياتنا ومصيرنا.. إنها عملية غريبة في مجتمعنا الإسلامي وهذا بطبيعة الحال دليل على أننا تلقينا ديننا وثقافتنا بفعل عوامل خارجة عن موازين الإعتقاد التي تصر على الوعي المسبق والدليل المقنع،وأننا نخاف لغة العقل...فالغرابة أن تتحول المقالات والتعليقات والنقاشات إلى إشكالية تجرُّ علينا إحتقانات وإصطفافات دينية وحزبية وطائفية، فهل نحن إنتهينا من كل مشاكلنا،حتى نرمي التهم والشبهات والسب والنيل من الأعراض والكرامات، فأين تعاليم كربلاء الحسين (ع) وأين تعاليم مدرسة أهل البيت(ع) القائلة: "أخوك دينك فاحتط لدينك"..