بكامل أناقته.. سروالٌ عصريٌّ لون بيج وجاكيت سوداء اللون "سبور شيك".. يدخل الشاب العشرينيّ "م.ص" إلى قاعة المحكمة العسكرية ليُحاكم بتهمة محاولة الإلتحاق بتنظيم "داعش".

يُعرّف المتهم عن نفسه بداية بأنّه درس التمريض وحاز على شهادة TS من أحد المعاهد المهنية في الشمال، ثمّ حاز على شهادة "ليسانس" في التكنيك. وعندما سُئل عن صديقه "م.ر" أجاب أنّهما درسا في المهنيّة ذاتها وعملا معًا في مجال التمريض في أحد المستشفيات، قبل أن يسافر "زميل المهنة" إلى العراق.

لم يشأ المستجوب الإقرار بأنّ زميله إلتحق بـ" داعش" هناك، قبل أن يسأله رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم عن الأمر فيُجيب :"صحيح". وليتبعه بسؤال آخر:" وأنت ألم تكن تريد أن تلحق به وجهّزت "باسبورك" ونويت السفر إلى تركيا ومنها إلى الوجهة المحدّدة من قبل التنظيم؟"، فردّ "م.ص"": كنت أريد أن أذهب إلى تركيا ومنها إلى اليونان لأحسّن وضعي المادي، فراتبي كان مليون و100 ألف ليرة لا يكفيني، وقالوا لي هناك سيعطوني راتبًا أفضل ومنزلًا.

سأل العميد مستطردًا:" أين في اليونان؟ لماذا إذا لم تذهب مباشرة إليها؟ تفضّل وتحدّث بصراحة وأخبرنا عن السبب الرئيسي الذي دفعك للذهاب إلى تركيا، ألم يكن السبب علاقة عاطفيّة فاشلة؟"، أجاب المتهم: "صحيح، ارتبطت بعلاقة حبّ بفتاة وتقدّمت لخطبتها لكنّ سوء أحوالي الماديّة جعلتني بعيدًا جدًّا عن "باب الزواج"، قرّرت حينها أن أزيد مدخولي لأتمكن من الزواج، فضّلت السفر إلى تركيا لأدخل منها إلى اليونان بطريقة غير شرعية( تهريب) عبر البحر، هكذا فعل رفاقي وأخبروني أنّه يمكنني الحصول على منزل وعلى راتب".

طبعاً لم يمرّ جواب المستجوب على رئيس المحكمة مرور الكرام فسأله:" من زكّاك للذهاب إلى "داعش" ألا تعرف خطورة الأمر؟"، فردّ: "هذا الطقم منو إلي، بمعنى الإنتماء إلى "داعش"، أنا كنت ذاهبًا إلى اليونان ومنها إلى ألمانيا عن طريق البحر".

وقبل أن تحطّ سفينة "ابن بطوطة" في بلد جديد، رفع رئيس المحكمة الجلسة واكتفى باستجواب المتهم عند هذا الحدّ، ليصدر حكمه على المتهم مساء بالسجن لمدّة سنة.

 

لبنان 24