أولاً: الجريمة النازية الروسية..

تقوم روسيا بتنفيذ محرقة القرن الواحد والعشرين في مدينة حلب وشمال سوريا منذ أكثر من عام، وهي لم تُوفّر بواسطة حمم طائراتها المتواصلة الحجر والبشر، وحيث يجب التمويه ،يقوم الطيران الوطني السوري بإلقاء البراميل المتفجرة، وهي آخر إبداعات الجيش العربي السوري بقيادة بشار الأسد، وقد بذّ بذلك الحجاج الذي ابتدع المنجنيق في قصف الكعبة بالحجارة المقذوفة عن بُعد، وهي مدفعية ذلك العصر، وهؤلاء الروس ورثة الأممية الثالثة أو الرابعة، شاؤا أن يُطبقوا أمميتهم المناهضة للإرهاب و"التكفير" في مدينة لم يخطر ببال سكانها يوماً أن يتعرّضوا لمثل هذه الإبادة على يد قوة أممية كان من المفترض بها أن تحمي الأطفال والنساء بدل محاصرتهم وتجويعهم وهدم بيوتهم على روؤسهم حماية لنظام ديكتاتوري، سيسقط عاجلا أو آجلا بعد أن تلطّخت أيديه بدماء المواطنين الأبرياء.

ثانياً: الإشراف الأميركي...

لا تغيب الولايات المتحدة الأميركية عن مسرح الأحداث في شمال سوريا باجتماعات كيري- لافروف، لعبة عضّ أصابع، لعبة تهدئة وتوتر، مشاريع تقاسم مصالح ونفوذ من فوق رؤوس الشعوب وعلى دمائها ومستقبل أبنائها، قرارات وقف إطلاق نار استعراضية وفتح ممرات إنسانية للاغاثة، فتُقصف القافلة الدولية وتمتزج دماء المسعفين بطحين الجائعين وحليب الأطفال، يُجري الروس تحقيقاً شفافاً لمعرفة من ارتكب مجزرة القافلة الإنسانية، ليتبيّن لهم، أنّهم مع إخوانهم الطيارين السوريين براء من هذه التهمة الشنيعة ،يُحبط كيري ، فيُحملنا همّه فوق همومنا، ثم تلوح بوادر انفراج فتُعاود الاجتماعات، وبين اجتماع واجتماع، تستمرّ المحرقة الحلبية، وأوباما ،صاحب أكبر امبريالية في العالم، يتحول على منبر الأمم المتحدة إلى داعية سلام، وصاحب رؤية ثقافية، وكأنّ الساحة بحاجة لمُنظّرين ،في حين لا يهدأ أزيز طائرات بوتين، ويدفع أطفال حلب ونسائها ضريبة المحرقة المستمرة تحت الإشراف الأممي الروسي - الأميركي بأيدٍ عربية وإسلامية ومساهمة إيرانية وتخاذل تركي.

ثالثاً: المخازي العربية..

في حين ينشط الروس في الساحة السورية، ولا يغيب الأمريكان، وتساهم إيران مساهمة مباشرة بدعم النظام بالحرس الثوري، والميليشيات التابعة لها، وتحتل تركيا مساحة كافية لها حدودياً للقضاء على التهديد الكردي لأمنها وسيادتها، تغيب الجامعة العربية غيابا تاماً، وهي التي بادرت مطلع الحرب السورية إلى إرسال موفد خاص لها، وبعد خمس سنوات تبدو عاجزة عن القيام بأية خطوة انقاذية، وتركت الوضع برمته بين العملاقين الروسي والأميركي، أمّا المنظمات الإسلامية فلا أثر لها في حربٍ أو سلم، ولا تبقى سوى صيحات "الله أكبر" تتردد أصداؤها في في نواحي حلب، ولا من يسمع ولا من يُلبّي.