تعمل "اللهاية" على تهدئة الطفل، إذ تخفف من بكائه وتشعره بالراحة. لكن الكثير من الأهل يشكُّون في صحتها، ويعتقدون أنَّ لها أضراراً على الطفل. فإذا كنت من هؤلاء، فإليك بعض المعلومات عن "اللهاية"، وبعض النصائح لتحسني اختيارها.

فوائد "اللهاية"

يحتاج الأطفال بشكل طبيعي إلى شيء للمصّ، لأنّ هذا الشعور يمنحهم الراحة والهدوء، ويساعد أجسامهم على فبركة الأندورفين (هورمون الاسترخاء) خلال حركة المصّ. فـ"اللهاية"، تماماً كالرضاعة الطبيعية أو مصّ الإصبع، هي وسيلة مفيدة لتهدئة الطفل وتخليصه من توتره وعصبيته (لهذا السبب ينام الأطفال بعد الرضاعة)، لأنه يشعر بالأمان.

وغالباً ما يلجأ الأهل إلى "اللهاية"، لأنها تساعدهم كثيراً خلال الأشهر الأولى التي يبكي الطفل كثيراً خلالها. من هنا، يساعد هذا المسكّن الصغار على الهدوء والكف عن البكاء، والأفضل أنه يساعد على بناء علاقة جيّدة مع الأهل.

كذلك تؤدي "اللهاية" دوراً في نوعية نوم الطفل، لأنها تسهّل تعوّده على نسق معين من النوم، وتسرّع عملية الغفو وتساهم في المباعدة بين رضعات الطفل الليلية واستيقاظه.

أما أفضل الإيجابيات، فهي أنّ "اللهاية" تقلّص خطر الموت المفاجئ عند الصغار، لأنها تعزز عملية التنفس لديهم بسبب الفتح المنتظم للفم أثناء المصّ.

سلبيات اللهاية

"اللهاية"، تماماً كما وسائل أخرى، لها أيضاً سلبياتها. فمثلاً، يمكن للاستخدام المنتظم والمستمر للمسكّتة أن يؤدي إلى اضطراب في الرضاعة الطبيعية، كما أن تقديمها للطفل منذ الأيام الأولى قد يعزز اعتماد الطفل عليها، فتتراجع وتيرة رضاعته من والدته، فتنخفض فبركة الحليب.

كذلك تسبب "اللهاية" بعض المشاكل الصحّية، إذ إنه تغيّر شكل الأسنان، والتجويفات الأنفية، وتزيد حالات التهاب الأذنين والمجاري الأنفية على المدى الطويل.

تماماً كمصّ الإصبع، تسبب "اللهاية" تباعد الأسنان بعضها عن بعض أو أن يغطي بعضها على بعض. كذلك يسهم فرط إفراز اللعاب بسبب "اللهاية" إلى خطر متزايد بتسوّس الأسنان.

على الصعيد النفسي، صحيح أن "اللهاية" تهدئ الطفل وتمنحه شعوراً بالاسترخاء، يمكن للاستعمال المفرط والمتكرر للمسكّتة أن يدفع الطفل إلى التعود عليها وتفضيلها على التواصل مع الآخرين.

الإقلاع عن اللهاية

يجب ألا يطيل الأهل تزويد أطفالهم بـ"اللهاية"، إذ تزداد سلبياتها والمشاكل التي تسببها، كما تزداد صعوبة تخلي الصغير عنها. لكن لا ينبغي لك حرمان طفلك من اللهاية بين ليلة وضحاها بشكل مفروض، بل يجب أن يتم بالحوار والتواصل وإقناع الصغير بالأسباب التي توجب هذا الأمر. أفضل المراحل التي يمكنك أن تستفيدي منها، هي دخول الصغير إلى الحضانة وشعوره بأنه يكبر ليقتنع بالتخلي عنها.

(نواعم)