النفايات تكاد تسحق محيط المتن الشمالي. الجمهورية اللبنانية دخلت العام الثالث في فراغها المغبون. قانون الانتخاب بات متلفًا لا يتفق عليه إثنان، طاولة الحوار لا تساعُ للسّاسة ولا للزعماء، كلٌّ يغادر منها على سجيّته. الأحزاب تُحلّ، والفقر بات مُتقعًا، والصرف الصحي غير صحّي، والليطاني انجرفَ في خضمّ تلوّث غير مسبوق. أقساط المدارس ترتفعُ بلا حدود، والدخل الفردي في الحضيض، وخريطة داعش تكبرُ على الخريطة، وشعبنا لديه كل الوقت لأن يبرّر ويناقش كل الاحتمالات التي أسفرت عن طلاق رجل وامرأة في عالم الشمال.

 

نعم انفصلَ بْراد وأنجيلينا، ما الجديد في ذلك؟ ما هو الشيء الذي يستدعي أمة بحالها لأن تتداول في طرح هذا الأمر؟ ماذا لو فكرنا بعدد النساء العرب اللواتي يفقدنَ أزواجهنّ بداعي القتل والدمار والحرب كل يوم؟ 
ماذا عن الأطفال والأسرى؟ هل أطفال أنجيلينا فقط هم أطفال القضية والسلام والمجاعة والفقر؟


لماذا "أولاد الغرب بسمنة، وأولادنا بزيت؟"

هل حادثة أنجيلينا وبراد هي أول حادثة طلاق في التاريخ الحديث؟ 

لقد أصبحت جولي كالمتنبي في بلدي، أصبحت الشغل الشاغل، وغزت حادثتها أخبار الفضائيات والأرضيات في بلَدٍ يُقطعُ فيه التيار الكهربائي ١٢ ساعة في اليوم الجيد.


 
وبعد، اللافت في الموضوع عدد الآراء وعمقها والتحاليل اللوجستية والماورائية عن طلاق الزوجين، أضف إلى التساؤلات المطروحة من كل حدبٍ وصوب عن مستقبل الفنّانين: إلى أين؟ وكيف؟ وماذا بعد؟

بالفعل، إنها الأخبار التي تليقُ بفكرنا، الأخبار التي تأخذ حيزًا واسعًا من تحليلنا الشرقي المكبوت، بينما العالمُ في الشرق يموتُ من الجوع والقتل والدمار.

هذا ما رصدناه عن طلاق الزوجين في هذين اليومين، فهل سيجري ارتباط كل منهما في المستقبل خضة أمنية كبيرة بهذا الحجم؟





 


هادي مراد.

رئيس تحرير شباب لبنان الجديد.