بمواكبة اجتماع السيزي، وبالتزامن مع الصلاة التي دعا إليها قداسة البابا في أسيزي من أجل السلام وتحت شعار "الله إله سلام وليس إله حرب" تداعت العائلات الروحية في لبنان إلى حاريصا حيث قداسة المكان والعذراء الطاهرة، فاجتمع مسلمون ومسيحيون ومن كل الأديان للتضرع والصلاة من أجل لبنان والشرق .


حضر التجمع ممثلون عن جميع الطوائف اللبنانية على رأسهم البطريرك بشارة الراعي وممثل عن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومثّل الطائفة الشيعية رئيس المركز العربي للحوار سماحة الشيخ عباس الجوهري.
الكلمات أكدت على أهمية وضع حد للحرب واتخاذ السلام كخيار ومنطق أوحد ورفض منطق القتل والحرب الذي يعم المنطقة .
البطريرك الراعي قال في كلمته: أننا نصلي من أجل إحلال السلام عندنا وفي ما بيننا وفي بلدان الشرق الاوسط ونصلي من أجل المصالحة بين الافرقاء وحل النزاع السياسي في شأن انتخاب رئيس للجمهورية وما يتصل بهذا الانتخاب.


وإننا نصلي للمصالحة في الشرق الاوسط وايقاف الحروب المتعددة الوجوه بين منظمات ارهابية وبين معارضة وحكم وبين ظلم وحقوق. وقال الراعي أن السلام هو هبة من الله لكل كائن بشري أعطيت لنا بشخص المسيح ليلة ميلاده، وهو هبة للجماعة البشرية لتنعم بنظام هادئ سليم يؤمن الخير العام للجميع ويعزز حقوق المواطنين.
وأوضح أننا نلبي بين يدي أمنا العذراء دعوة البابا فرنسيس لصلاة نقيمها من أجل السلام، مشيراً الى اننا اتينا لنصلي من أجل احلال السلام في الشرق الاوسط ولبنان ونلتزم بإحلال السلام حيث نحن.
بدوره تحدث رئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري ممثلا الطائفة الشيعية فقال : في هذا المكان المقدس وهذا الصرح التاريخي مزار السيدة العذراء نجتمع بدعوة كريمة من كنيسة السلام من أجل السلام والمحبة والتلاقي في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها مشرقنا الجريح، ومع هذه المشاهد المروعة للحرب والموت وبعد أن أصبحت الأطراف تتلذذ بتعداد قتلى الحروب، تأتي دعوة قداسة البابا للصلاة من أجل السلام .
وقال الجوهري : أخجل أن يسبقني غيري في الدعوة الى السلام وديني الاسلام دين السلام، وأمتليء نعمة بأن فريقا أو طائفة أو شعبا تحسسوا هذه اللحظة المصيرية والتاريخية التي يمر بها عالمنا المشرقي وهذه اللحظة التاريخية الصعبة، ومع تفشي ظاهرة القتل بالمجان، تجتمع هذه الوجوه الطيبة الممتلئة رحمة لتدعونا الى الصلاة لوقف آلة القتل والدمار التي أزهقت آلاف الأرواح ونحن ما زلنا حبيسي أهل السياسة، لذلك نسأل الله سبحانه ونتضرع إلى الله ببركة العذراء مريم وببركة سيد الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وببركة إمام المحبة علي بن ابي طالب وكل الصحابة الأجلاء نتضرع إلى الله من هذا الصرح وهذا المكان الطاهر أن يعم السلام لبنان وسوريا والعراق واليمن وكل بلاد العالم .