في آذار 2011 بدأت المظاهرات السورية ضد الحكم السوري، والتي كان أغلبها ذا طابع سلمي في أولها . بعد شهرين وفي 15 أيار، قام سوريون وفلسطينيون بالتظاهر عند خط الفصل في الجولان المحتل، فقتلت منهم "إسرائيل" حوالي 15 وجرحت آخرين، فيما قتلت من الفلسطينيين الذين تظاهروا في نفس الوقت عند الحدود اللبنانية مع فلسطين حوالي 18 شخصا في مجزرتين كبيرتين داخل الأراضي السورية واللبنانية !!
وبحسن ظن مني وقتها، توقعت جدا جدا أن "يستغل" الرئيس الأسد وحلفاؤه هذا العدوان الذي لم يحدث مثله منذ حرب 67 وأن يقوم بفتح الجبهة مع إسرائيل، وحجته بذلك واضحة جدا وقوية، وأن ما حصل هو فرصة "أكثر من ذهبية" لإنهاء التمرد الداخلي في بدايته وإسكات العرب المتآمرين عليه بحرب شاملة مع إسرائيل، وفتح مستودعات السلاح "الضخمة" للجيش السوري والمدخرة منذ سنوات طويلة، وأن يرينا الدمار العظيم في المدن "الإسرائيلية" ، وأن تقوم إسرائيل "هي" بتدمير ما عاد وأرانا إياه بشار الأسد وحلفاؤه في المدن السورية من دمار بدل أن نتحمل نحن هذا الوزر "الذي لن ينسى" وسيتسبب لنا لاحقا بمذبحة شيعية كبرى لن تكون بعيدة . أقول لن تكون بعيدة، وقالت عنها الروايات أنه لن يبقى بعدها من شيعة الشام "إلا النساء" !!
 إلا أن كل ذلك لم يحدث، وحتى الآن لم أجد مبررا "منطقيا" لعدم حدوثه، إلا اللهم أنها هذه هي الفتن

 

ة التي وصلتنا أخبارها قبل قرون عن أهل وحي السماء،  والتي لا يدري القاتل فيها لِم قَتَل، ولا المقتول فيها لِم قُتِل  !