الإمام موسى الصدر هو ابن صدرالدين ابن اسماعيل ابن صدر الدين ابن صالح شرف الدين من جبل عامل في جنوب لبنان..ولد صالح شرف الدين في قرية شحور- قضاء صور- جنوب لبنان- سنة 1122ه وأقام فيها،وكان عالماً دينياً جليلاً،وكان يملك مزرعة اسمها(شدغيت) بالقرب من قرية معركة،قضاء صور، وفي هذه المزرعة ولد ابنه صدر الدين..تعرَّض صالح شرف الدين لإضطهاد أحمد الجزَّار،في إطار حملة الجزَّار الشاملة باضطهاد العلماء المسلمين الشيعة في جبل عامل،فأقدم جنود الجزَّار على قتل ابنه الأكبر هبة الدين،وكان في الحادية والعشرين من عمره،أمام بيت والده في قرية شحوروبحضوره،ثم اعتقلوه وبقي تسعة أشهر في منطقة عكا إلى أن تمكن من الفرار إلى العراق حيث أقام في النجف الأشرف..تبع صالح إلى النجف الأشرف أخوه محمد الذي ألحق به زوجته وولديه صدرالدين ومحمد علي..وفي فترة سريعة أصبح صدرالدين ابن صالح من جهابذة علماء الدين،وتزوَّج ابنة المجتهد الأكبر الشيخ كاشف الغطاء،ثم نزح إلى أصفهان في إيران ،وأنجب خمسة علماء أصغرهم اسماعيل الذي ترك أصفهان واقام في النجف،وعرف باسم الصدر،وانعقدت له المرجعية العامة للشيعة،إلى أن توفي سنة(1338ه) تاركاً أربعة أولاد صاروا علماء دين،أولهم محمد مهدي أصبح أحد مراجع الدين في الكاظمية قرب بغداد،وشارك في الثورة العراقية(ابن عمه محمد الصدر تولى رئاسة الوزارة في العراق وكان أحد قادة الثورة العراقية الكبار وشملت قيادته منطقتي سامراء والدجيل)وثانيهم صدر الدين (والد الإمام موسى الصدر)قاد في شبابه حركة دينية تقدمية، وارتبط اسمه بالنهضة الأدبية العراقية،ثم هاجر إلى إيران واستوطن خراسان وتزوَّج من السيدة صفية(والدة الإمام موسى الصدر) كريمة حسين القمي المرجع الديني للشيعة،واستدعاء المرجع العام الشيخ عبد الكريم اليزدي لقيم معه في (قم) معاوناً له في إدارة الحوزة الدينية، وصار أحد أركان هذه الحوزة الكبار ومرجعاً معروفاً،وأنشأ مؤسسات علمية ودينية واجتماعية وصحية،وتوفي سنة 1945م..ولد الإمام موسى الصدر في 15مارس 1928م في قم الإيرانية، حيث تلقى علومه،وتابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة طهران ،وكانت عِمَّته أول عمامة تدخل حرم الجامعة،وحاز الإجازة في الحقوق..في سنة 1954 إنتقل إلى العراق،وبقي في النجف أربع سنوات يحضر فيها دروس المراجع الدينية الكبرى:محسن الحكيم،ومحمد رضا آل ياسين،وابوالقاسم الخوئي،في الفقه والأصول..له عدة مؤلفات:أبرزها (الإسلام وثقافة القرن العشرين)،(الإسلام والتربية المدنية)،(الإسلام والتطور)،(تأملات حول بعث تعاليم الإسلام)،(الإسلام والمرأة)،(المعاملات الجديدة في ضوء الفقه الإسلامي).كما وضع مقدمات طويلة لمؤلفات عديدة منها: (كتاب تاريخ الفلسفة الإسلامية) للبروفسور الفرنسي (هنرى كوريان)..(كتاب القرآن الكريم والعلوم الطبيعية) للمهندس يوسف مروة، (كتاب فاطمة الزهراء) للأديب سليمان الكتاني،وهذا الكتاب نال جائزة أحسن كتاب عن فاطمة الزهراء، وإلى جانب هذا كله ألقى مئات المحاضرات في الجامعات والمعاهد العلمية اللبنانية وفي الندوة اللبنانية وفي المؤسسات والمراكز الدينية والثقافية والإجتماعية الإسلامية والمسيحية وفي مؤتمرات البحوث الإسلامية ،وكما كانت له محاضرات مختلفة:دينية، تربوية، إجتماعية، وطنية، قومية، إنسانية، هذا هو موسى الصدر اللبناني العربي، هو قصة أم مؤامرة، إن قضيته ليست قضية إختفاء أو إغتيال رجل، وإنما المأساة تكمن عندما يلتزم البعض الصمت،وتسود شريعة الغاب وتتغلب الفوضى ويعم الإرهاب،وكأننا نشجعه،أو كأننا نخافه ونخشاه.