لعب محمد قاسم في «النخبة» مع «النجمة» وشارك في «السوبر» مع «الصفاء، أمر عادي أن ينتقل لاعب بين نادٍ وآخر في غضون أيام، وهي حالة صحية بين الأندية.
هو اللاعب الفلسطيني الذي أحدث بلبلة في الوسط الرياضي، وكان انتقاله إلى «الصفاء» بعد مخاض عسير.. وبين الابتعاد عن تمارين «النجمة» ومن ثم العودة في مشهد تكرر مرتين، ظنّ البعض أن الأزمة انتهت مع خوضه نهائي مثالي امام «الانصار» في كأس «النخبة»، فرفعها مع زملائه، وكانت بعدها المفاجأة بانتقاله الى «الصفاء» بطل لبنان بعد أقل من أربعة أيام، ما طرح الكثير من التساؤلات...
ما سر هذه التقلبات وهذا الخليط من الأخذ والرد، والقبول ثم الرفض. هل الأمر فني ام مادي، عرض مغرٍ ام مجرد ابتعاد عن مشاكل عاناها؟ فكثرت العروض لتتجاوز نصف اندية الدرجة الاولى، فكان «الصفاء» هو السبّاق الى خطفه، حتى قبل اندماجه أكثر في عرض اماراتي تحديداً من نادي «العربي»، الذي شاءت الصدف أن يتأخر في ترتيب اوراقه ليبقى في لبنان.
أسئلة كثيرة كانت محط استجواب مع قاسم في حديثه لـ«السفير»، والذي شاءت الصدف ان تكون مباراته الاولى امام فريقه السابق، وعلى الرغم من انتقاله الغريب والمفاجئ، كانت مبادرته الجميلة بإلقاء التحية على زملائه السابقين قبل لقاء «السوبر» ومن ثم التوجه الى رفاقه الجدد لبدء مشوار الموسم الذي كان مخيّباً بخسارة المباراة.
مماطلة بتجديد العقد
البداية كانت من نهاية مشواره مع النبيذي، عندما عبر عن رغبته في البقاء، خصوصاً بعد أن أنهى الموسم الماضي برفع كأس لبنان، لكنّ عقده انتهى، فماذا حصل وأدى الى عدم تجديده؟ يجيب النجم الفلسطيني: «أحرزنا بنهاية الموسم لقب الكأس وحصلنا على مستحقاتنا والحوافز، وبعد انتهاء عقدي لم يفاتحني أحد بموضوع التجديد الى ان بدأت التمارين، فجلست مع امين السر سعد الدين عيتاني للحديث عن العقد الجديد وما يتعلّق به، ليقول إنه يريد موافقة المدرب الذي كان لا يزال مسافراً، والتحقت بالتمارين ومع عودة فاليريو، شاءت الصدف أن أتغيب لأسباب خاصة تتعلق بتجديد جواز سفري فلم أشارك في مباراة «الساحل» لأني لم اكن جاهزاً، الامر الذي أغضب المدير الفني تيتا الذي كان يريد إشراكي، ولم العب امام «الانصار»، واستفسرت بعدها عن وضعي، ولكن كانت هناك مماطلة وأخذ ورد، وفهمت أخيراً ان القضية ما هي الا محاولة كي أرضى بعقد بسيط، وهو ما ظهر بعد نهائي «النخبة» الذي شاركت به نزولاً عند رغبة المدرب، على الرغم من كوني لم أوقع عقدي الجديد، ولكني رفضته لأنه لم يكن مناسباً. وبالتالي مشكلتي لم تكن فنية حيث كان المدرب يريدني في الفريق، ولكنه لم يتدخل مع الادارة في الامور المادية».
الانضمام الى «الصفاء»
وافق محمد على عرض «الصفاء» ووقع على كشوفه، لكنه أراد الحصول على باقي مستحقاته من «النجمة»، الموضوع أخذ ايضاً بعض الجدال، الى ان حسمه سامي الوزاني الذي على الرغم من مصابه بوفاة زوجته فقد عمل على حل المشكلة وحصل اللاعب على مستحقاته ليفتح صفحة جديدة مع «الصفاء».
اعتبر محمد قاسم أن صفحة «النجمة» طُويت، وتوقيعه على كشوف بطل لبنان جاء بناء على عرض جيد إضافة الى الشعور الجيد الذي انتابه من لحظة نزوله الى التمارين، وقال: «تم الترحيب بي من المدرب واللاعبين ولم أشعر بأنني غريب عنهم».
لكن الظهور الأول كان مخيّباً بالطبع لا أحد يلوم لاعباً يخوض مباراة بعد نحو ثلاثة أيام على توقيعه، خصوصاً أنها مباراة تحمل طابعاً رسمياً وفي نهايتها يتم رفع الكأس، وعلى الرغم من ذلك أكد اللاعب: «لم يحالفنا الحظ في المباراة ويجب الآن أن نركز على الاستحقاقات الأهم أي في مباريات الدوري وكأس آسيا».
وفي الختام أكد محمد قاسم أنه كان سعيداً باللعب لنادٍ كبير مثل «النجمة»، يملك قاعدة جماهيرية كبيرة سيبقى يكنّ لها كل الاحترام والتقدير وهي التي هتفت باسمه وحملت صوره، مشيراً إلى أن هذه هي الحياة الاحترافية واليوم يبدأ مسيرته مع نادٍ كبير آخر يحمل لقب البطولة، متمنياً أن يقدّم معه المستوى المطلوب واللائق للحفاظ على اللقب وإسعاد الجمهور، شاكراً المدير الفني على ثقته به، وكل مَن سانده في هذه الفترة.

توضيح
ورد أمس أن «النجمة» تساوى مع «الأنصار» في عدد مرات الفوز بكأس «السوبر» (خمس مرات)، والصحيح أن «النجمة» أحرز اللقب للمرة السادسة السبت الماضي وبذلك تفوق على «الأنصار» بلقب واحد (6 الى 5)، لذلك اقتضى التوضيح.