حين نقرأ الصكوك الدولية الخاصة بحقوق الإنسان لا سيما الحق في الطبابة والاستشفاء نشعر بأن ثمة فجوة كبيرة جداً بين هذه النصوص وبين الواقع. وحين نعاين هموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نشعر بمرارة أشد. إذ كيف يمكن أن يقبل المجتمع الدولي أن يعيش اللاجئون الفلسطينيون بهذه الظروف الإنسانية الصعبة وهو المسؤول عنه؛ المسؤول عن نكبته وتشرده وهو المسؤول عن إغاثته ومساعدته. 

    كفلت  المادة  25 من  الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حق الفرد بالعناية الطبية. إذ أن " لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة..." لكل شخص، أي إنسان بغض النظر عن جنسيته وجنسه ولونه..

لا يزال اللاجىء الفلسطيني يفتقد أبسط حقوق الانسان (الحقوق الأساسية)، لا سيما الحق في الطبابة والاستشفاء. 

    وطأة تكاليف الطبابة قد تهون على الغني، ولكن اللاجئ الفلسطيني الفقير الذي لا سند يحميه ويعينه على أمراض قد تلم به، والذي يعيش تحت ضغط لقمة عيشه، مأكله، مشربه، مأواه، كلها أمور تجعل الموت بالنسبة للاجئ الفسطيني أهون عليه من الحياة لو افترضنا جدلاً بأنها حياة.  إن رحلة البحث عن مساعد أو مغيث رحلة شاقة وصعبة ولا يصل الباحث في كثير من الأحيان إلى مراده.

هي قصة الشاب الفلسطيني بلال مرشد ابن الـ 26 ربيعاً من سكان" تجمع المعشوق"  القريب من مدينة صور الجنوبية. يعيش الشاب بلال  منذ ست سنوات وسط الأجهزة والوصلات الطبية، يدعو ربه بصمت، لا يستطيع التحدث والتواصل مع عائلته. بمجرد أن تدخل منزله المؤلف من غرفتين صغيرتين والذي لا تدخله الشمس لوقوعه تحت الأرض، تشعر بحجم المأساة والمعاناة التي يعيشها هذا الشاب مع عائلته المؤلفة من ستة أشخاص.

    تعرض  الشاب بلال لحادث سير مأساوي بتاريخ 24/10/2010 مما أدى الى تدمير خلايا الدماغ،  وذلك عندما صدمته سيارة مجهولة ولاذت بالفرار. نقل حينها الى مستشفى جبل عامل حيث تلقى علاج  بالأدوية. وبحسب شهادة أهله لم  تتحسن حالته بعد وربما تلقى جرثومة في الرئة يعاني منها حتى اليوم.  كلفة علاجه في مستشفى جبل عامل بلغت ما يقارب 29 مليون ليرة لبنانية (حوالي 20 ألف دولار)، قدمت بعض الفصائل الفلسطينية مبلغ 5000$ وتم جمع المبلغ المتبقي حينها من أهل الخير.

لجأ ذوو الشاب بلال الى الأونروا لكن الأخيرة رفضت أن تقدم أي مساعدة بحجة أنها لا تغطي الحوادث باعتبار أنها مسؤولية المعتدي.

بعد الحادث بشهرين نقل الشاب بلال الى مستشفى راغب حرب في النبطية حيث كان بحاجة لعملية في الدماغ (تركيب شنط) أجريت العملية، بعد التبرع بالتكاليف كاملة من أحد فاعلي الخير التي بلغت 19 مليون ليرة لبنانية، نتج عنها تحسن في حالته إذ توقف التقيؤ المستمر والحرارة المرتفعة لكنه ما زال يعاني من شلل رباعي، لا يستطيع الحركة ولا الكلام.

يحتاج بلال لأدوية تبلغ كلفتها 500$ شهرياً، وهو ما يفوق قدرة أهله الاقتصادية إذ أن والده هو المعيل الوحيد ولا يتجاوز دخل والده الـ 300 دولار. تجمع التكاليف من أهل الخير في كل مرة.

     في شهر حزيران 2016  خلال جولة لبعض الأطباء الأجانب في المخيمات الفلسطينية تم تشخيص حالة بلال من قبل الطبيب الفلسطيني رشيد اليوسيف والذي يحمل الجنسية الأسترالية  تبين له أنه يمكن علاج بلال من خلال مجموعة حقن تكلفتها 70,000$ ونسبة النجاح عالية.

اليوم عائلة  الشاب بلال عاجزة عن تأمين المبلغ الذي يبدو زهيداً أمام حياة إنسان، فما كان من أهله إلا أن يطلقوا صرختهم من خلالنا علها تصل الى مسامع أهل الخير والمروءة.


إننا في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)   أمام هذه الحالة الإنسانية الصعبة  نناشد وزارة الصحة اللبنانية، ووكالة الأونروا في لبنان وتجمع أطباء فلسطيني أوروبا، والمؤسسات الإنسانية الأخرى في لبنان والخارج، وأصحاب الأيادي البيضاء بضرورة التدخل السريع ومد يد العون الإنساني لإنقاذ حياة اللاجئ الشاب بلال مرشد. 

للمساعدة:  رقم هاتف عائلة الشاب بلال المرشد: 70646778



المؤسسة الفلسطينة لحقوق الإنسان (شاهد)V