كم وجهٌ للبنان، كم جسمٌ لـ"سويسرا الشرق" سابقاً؟ كم صورة لهذا البلد الصغير في وسائل الإعلام و"الفيسبوك" ولدى المجتمع الدولي؟... ربما بعض العناوين والتعليقات اليومية، تعبّر عن واقع البلد الممزق.
من أين نبدأ في وصف صورة لبنان، من السياسة أم الإجتماع أو الأمن أو الإقتصاد أو الفن؟ فكل شيء فيه مصاب بالسرطان.
في السياسة.. كل شيء أشبه بضرب المندل، كرسي الرئاسة في بعبدا تدخل موسوعة غينيس للفراغ، الزفة تنزل إلى مجلس النواب والعرسان لا ينزلون، "خلصت الحرب سنة ال٩٠ بعد ٢٦ سنة ما في كهربا"، الإنترنت اللبناني مغارة علي بابا، لصوص الإنترنت هم رموز السلطة، النفايات إنتهت بصفقات فساد تهدد شاطئ منطقة الجية (رح نموت وبعدن ما حلو مشكلة النفايات)، بعض الفنادق تتخلى عن موظفيها بسبب غياب السياح، قمح مسرطن وأدوية فاسدة، "الحرامي الصغير بيفوت عالحبس والحرامي الكبير عندو مواكبة"!
في الإجتماع والأمن.. رجل يقتل زوجته، قتيل في حادث سير مروع أو نتيجة الرصاص الطائش، طفل حديث الولادة داخل حقيبة على الرصيف، إنتشار المخدرات، الدعارة، والسرقة، "الأعراس صارت كلّها تفشيخ وعادات غريبة عن مجتمعنا"، "ما في شاب لبناني صاحب دخل متوسّط قادر يشتري شقّة"، "إذا لعبوا الأنصار والنجمة أو الرياضي والحكمة بتتحول المباراة لمشكل مذهبي وطائفي"، والهجرة هي الحل الوحيد لدى اللبناني للنجاة.
في الإقتصاد.. 880 مليون دولار لتنظيف نهر الليطاني، 70 مليار دولار إجمالي الدين على الدولة اللبنانية، الحد الأدنى للأجور أقلّ من ٤٠٠ دولار، غلاء أقساط المدارس و "كل سنة بيتغيّر المنهج والكتب"، إرتفاع أسعار المواد الغذائية وفواتير المطاعم اللبنانية، ولا ننسى مافيا مولدات الكهرباء، "بتفوت عا دواير الدولة لتعمل معاملة بتلاقي الموظّفة رافعة إجريها".
في الفن، ليال عبود "لم أكبّر مؤخرتي"، ميريام كلينك في البانيو، رولا يموت في فيديو كليب جريء وهيفا وهبي لا صلة بيني وبينها، ميريام فارس تصور إبنها وسريره، إقفال المسرح الأخير في لبنان " مسرح بابل".
هذه عينة من عناوين وتعليقات نسمعها في لبنان بلد التناقضات والفساد والمافيات والصفقات والفلتان والسياسات والخضات والعنصريات، هذه عينة عن أكاذيبنا التي لا تحتمل، عن إعلامنا المفلس، عن أحزابنا وزعمائنا، وعن شعبنا العنيد العظيم الحالم المتقدم الصامد وعن بلاد الأرز.