لم يتفوّه سمير يوسف بكلمة، واكتفى بالإصغاء إلى سجين سابق يروي تعب التجربة. في "عاطل عن الحرية" ("أم تي في")، تفادت الحلقة منطق الوعظ، وقدّمت شهادة حياة على لسان صاحبها.

طوني شاهين اعترف بـ"اضطرابه جنسياً"، وبأنه عاش الصخب واليوم نادم.

لقبه الشيخ طوني أو أبو بشير إن كان زبون الليل غريباً، لضرورات عدم رفع الكلفة أثناء العمل. لم يُخفِ شاهين وجهه ولم يُبدّل نبرة الصوت، فجاهر بما ارتكب وجرَّب.

حلقة استعاد فيها ممارسته الجنس في سنّ الثالثة عشرة للمرة الأولى، وولعه بالنساء حدّ امتهان تسهيل الدعارة.

كنا أمام رجل يُسمّي الأمور بأسمائها ولا يبالي بكشف الأوراق الخاسرة.

أعاد تذكُّر أكثر اللحظات ضجيجاً: إدمانه الجنس؛ مطاردته النساء؛ السفر والمال والقمار، ثم الإحساس بالندم والانحناء أمام تضحيات الأهل: "تحمّلتَ مني كثيراً. سامحني يا أبي".
نهش الحياة ونهشته، فشكّلا معاً محطّة صراعات يومية.

لم يأتِ شاهين إلى الحلقة لاستعراض مغامراته، ولم ترحِّب هي به بهدف تلميع الصورة.

بدا "ضحية" نهم تغلَّب عليه وشهوة تملّكته، فأقدم على ممارسات لام النفس عليها. أطلَّ متحرراً من عقدة الذات أمام الآخرين، فكان هو، بصراحته وصدمته و"شوارعية" لغته وفجاجة الجُمل. عذراً من محبّي ذِكر الأمثال، كنا لنفعل لولا خجل تكرار المفردة وسياقها.
العبرة واضحة: لا بدّ من الصمود أمام إغراءات المادة والجسد، وإلا فمصير شاهين ينتظرك. الفارق في الحلقة، أنّ "بطلها" لم يختبئ خلف إصبعه.

تزوّج من أجل السفر وسافر من أجل النساء، وبدأ سمساراً صغيراً ثم توسّعت المعارف وكثُرت العلاقات فاستقل وباشر عمله الخاص. مرعبٌ بيع زوج زوجته بـ1200 دولار، وتأجير أب ابنته مدّة شهر. قال إنّها مطلّقة وتبحث عن عمل، فلم يصدّ شاهين باب الرزق. فقدت الحلقة قدرة الإقناع بكيفية تحوّله توّاباً نادماً، وأبقت في البال سؤالاً نخشاه جميعاً: هل حقاً في إمكان المرء أن يتغيّر؟

النهار