لا يترك جمهور حزب الله فرصة إلا ويغتنمها لإطلاق العبارات اللئيمة والحاقدة على كل معارض لسياسة حزب الله أو منتقد لهذا التنظيم الذي أصبح عدوًّا لكل العرب حتّى لو كان معمم له مكانته وتاريخه .

فبعد إطلاق تسمية شيعة السفارة على عدد من الأشخاص المعارضين منهم الشيخ الشيعي عباس الجوهري جاء دور الشيخ عباس حطيط لتضج صفحات الموالين للحزب بألفاظ التحقير والإساءة دون اي اعتبار لعمامة بيضاء موجودة فوق رأسه.

الهجوم على حطيط جاء بعد انتقاداته البنّاءة التي طالت سياسة حزب الله الحاليّة حيث سلّط الضوء على الفرق بين قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي ينزل إلى الميدان  وبين المختبئين على حد قوله ما اعتبره جمهور الحزب اتهاما صريحا وواضحا للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

وكان حطيط قد أعطى رأيه بإشكال حارة حريك عبر صفحته الفيسبوكية معتبرًا أن في الضاحية العمامة بيضاء تهان بأمر من العمامة السوداء فضلا عن آراء مختلفة ما أدى إلى فوران الدم الحزبي لدى المنتمين لحزب الله فتمّ اتهامه بالعمالة والحقارة .

وكما كلّ معارض لهم فإنّ سؤاله عما إن كان يتقاضى الأموال ليتفوه بهذه الاراء احتل الدرجة الأولى من أولويات واتهامات الناشطين.

فحطيط الذي ثار على الواقع الذي وصلنا اليه تحول بنظرهم من مقاوم في حزب الله إلى حاقد وتابع لأميركا واسرائيل وهو الرجل الذي قصف مواقع الاسرائيليين في جنوب لبنان عام 1993 وهو الشيخ الذي رابط على الثغور مع مقاتلي حزب الله في إحدى مرتفعات حزب الله عام 1992.

إذًا هو الإختلاف يمحي سيرة شيخ كان يوما مع المقاومة الحقيقية وهم أبناء جيل اليوم يهاجمون دون معرفتهم أنّ المقاومة التي اعتزينا بها يوما أصبحت في خبر كان ولماذا نتفاجأ من هجومكم الوقح على عمامة بيضاء لها تاريخها فهذا ليس بجديد على جمهور التبعية أعمى البصيرة.