ربما منذ 5 سنوات ونحن نلقي باللوم على النازحين السوريين الذين هربوا من وطأة الحرب ليستقروا في لبنان وربما نسينا أن "الطمع" قد أسدل ستار البصيرة على عيوننا فبتنا نتهمهم كلما ضاقت بنا ظروف العيش والحياة.
"السوريين ما عم يتركولنا شغل"، "فتحوا مصالح لالهم"، "اخدولنا كل فرص العمل" "وين وزارة العمل" جميععا عبارات إما نكررها على مسامع الآخرين وإما نسمعها من أصحاب المصالح ومن اي فرد مهما كانت وظيفته في لبنان .
هذا الواقع العنصري الذي نتهم به النازحين يبعدنا عن الحقيقة التي نخشى أن نعترف بها وهي "طمع اللبناني".
نعم فاللبناني بالعامية "طميع" وخير دليل على ذلك ما حصل مع "ه.ل" في سوق البرج حيث رآت قطعة بمحل لبناني أراد بيعها لها ب45000 الف ورغم محاولتها إنقاص السعر إلا انها وصلت معه لمبلغ 38000 فلم تأخذها والمفاجأة أنها اشترتها من محل سوري ب20 ألف ليرة.
تقول "ه.ل" لموقع لبنان الجديد: لست الوحيدة ولست الاخيرة التي حصل معها هذا الامر فاللبناني يسعى إلى الربح أما السوري فهمه البيع أكثر ولو بربح ضئيل .. المهم مصلحتو ماشيي وزباينو ييقصدو"
هذه النقطة يقابلها نقطة طمع أصحاب المطاعم الذين فضلوا توظيف السوريين لقبولهم بمعاش أقل على ان يدفعوا لموظف من الجنسية اللبناني مبلغ مضاعف أو أكثر من السوري ب 100 الف.
أما أصحاب النمر العمومية فحدث ولا حرج إذ أنهم يجدون بالسوري فريسة سهلة لكسب المزيد من المال عبر إيجار النمرة بمبلغ أعلى من المبلغ الذي سيتقاضاه من السائق اللبناني.
هذا غيض من فيض عرضنا فيه ما يعانيه اللبناني إما بسبب طمعه وإما بسبب طمع أبناء بلده .
وإنطلاقًا من هنا ما علينا إلا الأمل بأن نحب بعضنا في يوم من الأيام وألا نضيع البوصلة بإلصاق الإتهامات بنازحين نجحوا بفضل فشل اللبنانيين في إدارة امورهم.