قمّة عربية كسابقاتها لا قيمة لها ,  غير أنها باب للتسوّل اللبناني

 

السفير :

تنعقد القمة العربية السابعة والعشرون في موريتانيا، اليوم، من دون أن تساور أحد من الخليج الى المحيط أي أوهام في شأن ما ستؤول اليه قمة تلتئم في خيمة، تبدو إشارة كافية من أجل تظهير الصورة الباهتة والبائسة للأنظمة العربية وللبيان الختامي الذي غالبا ما يساهم في تعميق الجراح، لا مداواتها.
وبدل أن يشكل خطر الإرهاب العابر للحدود دافعا لوحدة الموقف، فإن الاصطفافات الحادة ستبقى هي السمة الغالبة للقمة المغلوبة على أمرها، بل إنَّ الأخطر هو أنَّ هناك أنظمة عربية تتبادل الاتهامات بدعم المجموعات الإرهابية وتوظيفها في الصراعات الإقليمية.
ووسط المخاطر الداهمة، تزدحم قمة نواكشوط بالمفارقات:
لا حجم الحضور المتوقع للرؤساء والملوك هو على قدر التحديات المصيرية، بعدما قرر أغلبهم أن يغيب لانتفاء «الحوافز»، ولا معظم الدول المشاركة مؤهلة لإطلاق مبادرات أو صناعة مفاجآت بفعل استغراقها في أزماتها التي يكاد يكون بعضها وجوديا، ولا العلاقات سوية وطبيعية بالحد الأدنى بين الأشقاء المفترضين بل أحقاد وصراعات ومحاور ورهانات مزقت روابط التاريخ والجغرافيا، ولا طريقة المقاربة للقضايا الخلافية تشجع على حد أدنى من التفاؤل في ظل تعدد «الأجندات» والولاءات، ولا الأطراف الناظمة في العادة للتسويات قادرة على إعادة إنتاج الدور القديم مع تراجع موقعها وتقدم أطراف خليجية، خصوصا السعودية، الى واجهة التأثير في محاولة لوراثة عواصم إقليمية كانت تشكل في السابق عَصَب القمم ونقاط ارتكازها.
وليس خافيا أن أزمة سوريا وتداعياتها ستكون الأشد تأثيرا والأقوى حضورا برغم غياب النظام والمعارضة عن القمة. وتجدر الإشارة الى أن موريتانيا تستمر في المحافظة على علاقة جيدة مع دمشق، ولا يزال التمثيل القنصلي قائما في السفارة السورية في نواكشوط.
كما أن رئيس الوزراء الموريتاني مولاي ولد محمد الأغظف كان قد زار دمشق والتقى الرئيس بشار الأسد حتى بعد إخراج سوريا من الجامعة العربية بدفع خليجي وتحديدا سعودي قطري.
ومن الواضح أن هذه العوامل أدت دوراً، مع مواقف دول عربية أخرى، في عدم فرض حضور المعارضة السورية في قمة موريتانيا ولإبقاء مقعد سوريا فارغاً، بشكل أوحى بأن الدولة السورية هي الحاضرة ـ الغائبة.
هموم لبنان
أما لبنان المتخبط في أزمته السياسية المستفحلة، فقد لاحقه سوء الطالع أو سوء التقدير الى نواكشوط، إذ تناقص أعضاء الوفد الرسمي مع مرور الوقت، بحيث لم يصل منهم برفقة الرئيس تمام سلام الى المغرب للمبيت فيها ومن ثم الانتقال الى موريتانيا اليوم، سوى الوزير «المغوار» رشيد درباس بعدما اعتذر عن المشاركة تباعا كل من الوزراء علي حسن خليل ووائل أبو فاعور وجبران باسيل!
وستكون في استقبال «اللي بقيوا» من الوفد لدى وصوله الى نواكشوط عاصفة غضب موريتانية، احتجاجا على ما نُسب الى وزير الصحة وائل أبو فاعور حول «انتشار الجراذين في الفنادق المضيفة وعدم رغبة سلام في المبيت فيها».
وبرغم نفي أبو فاعور أن يكون قد تعمد توجيه أي إساءة من هذا النوع، إلا أن الأوساط الإعلامية ومواقع التواصل في موريتانيا شنت حملة عنيفة عليه، أصابت شظاياها العلاقات مع لبنان، ووصلت الى حد «معايرة» المسؤولين اللبنانيين بأزمة النفايات والتلوث والمطالبة باعتذار رسمي لبناني.
لكن سلام أكد لـ «السفير» تجاوز الإشكالات التي أحاطت بعدم إقامته في نواكشوط، وقال: نحن تلقينا عبر المندوب اللبناني هناك تأكيدات من السلطات الموريتانية بعدم وجود أي مشكلة حول هذا الموضوع، بل العكس، تلقينا ترحيبا وإشادة بلبنان ومواقفه، لكن البعض مصر على افتعال مشكلة من لا شيء.
أما الاختبار الأصعب الذي سيواجه الوفد في القمة العربية، فهو المتعلق بالموقف من «حزب الله»، وسط محاولة ابتزاز مكشوفة تتعرض لها الدولة اللبنانية، إذ إن بعض دول الخليج تحفظت على بند «التضامن مع لبنان»، الذي صاغه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم السبت الماضي، من ضمن مشروع البيان الختامي للقمة و «إعلان نواكشوط»، وذلك ردا على تحفظ بيروت على وسم «حزب الله» بالإرهاب وفق ما ورد في مشروع البيان في سياق الفقرة التي تدين «التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، وتدخل القوى الحليفة لها ومنها حزب الله الإرهابي».
وسألت «السفير» سلام عن كيفية معالجة التحفظ على بند التضامن؟ فأجاب: إنهم قرروا «النأي بالنفس» عن بند التضامن مع لبنان، وهناك اتصالات تُجرى مع الدول الشقيقة لمعالجة هذا الموقف، وعندما نصل الى القمة سنرى الى أين ستصل الأمور.
وأكد سلام أن الوفد الرسمي سيتعامل مع تصنيف حزب الله «بالإرهابي» كما تعامل معه في المرات السابقة، وقال: نحن موقفنا واضح، «حزب الله» حزب لبناني ومكون أساسي في التركيبة السياسية، ولكننا حريصون على تحقيق كل ما يعزز الجبهة الداخلية وصمود لبنان في هذه الظروف الصعبة.
جدول الأعمال
وتبدأ القمة أعمالها عند الحادية عشرة قبل الظهر بجلسة افتتاحية علنية، تليها الجلسة الأولى وهي علنية أيضا، تتخللها كلمات الوفود وكلمة سلام ظهرا، ثم تعقد جلسة عمل مقفلة، تليها جلسة عمل ثالثة مغلقة والجلسة الختامية، ثم يُعقَد مؤتمر صحافي في السادسة مساء بتوقيت نواكشوط (9 بتوقيت بيروت) حيث سيصدر إعلان نواكشوط.
وتناقش القمة العربية 16 بندا على جدول الأعمال، بينها: قضية فلسطين، العلاقات بين الدول العربية والعلاقات مع دول الجوار لا سيما إيران في ظل الخلاف حول الجزر المتنازع عليها مع الإمارات، الأوضاع في اليمن والعراق (انتهاك الجيش التركي لسيادة الأراضي العراقية) وسوريا وليبيا والصومال ودارفور في السودان.
وفي المجال الأمني تناقش القمة محاربة الإرهاب والتجارب المستقاة من أجل تجفيف منابعه.
وستتم مناقشة القضايا الاقتصادية والاجتماعية في الدول العربية، ومقترحات بدمج القمة العادية بالقمة الاقتصادية لاستحداث آليات عمل جديدة لمواكبة التطورات والمتغيرات الاقتصادية.
وسيصدر عن القمة إعلانُ نواكشوط، وهو إعلان سياسي - اقتصادي - اجتماعي.
وزراء الخارجية
وكان وزراء الخارجية العرب قد تعهدوا أمس الأول بـ «هزم الإرهاب»، وذلك خلال مشاركتهم في الاجتماعات التمهيدية للقمة العربية، داعين إلى «حل نهائي» للقضية الفلسطينية.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري: «يجب هزم الإرهاب، هذه أولوية»، فيما دعا نظيره الموريتاني اسلكو ولد أحمد ايزيد بيه الدول العربية «الى تنسيق أكبر مع الدول الأفريقية لتحقيق هذا الهدف».
وجاء في البيان الصادر عن المجتمعين أن الوزراء أكدوا دعمهم «لكل المبادرات التي يمكن أن تساعد على إنهاء الأزمات في العالم العربي، خصوصاً الأزمات السورية والليبية واليمنية»، مرحبين بالمبادرتَين الفرنسية والمصرية للمساعدة في إحياء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية المتوقفة.
وقال موفد باريس الخاص المكلف متابعة المبادرة الفرنسية لإعادة إطلاق عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية بيار فيمون من العاصمة الموريتانية، إن المبادرة الفرنسية «مكملة» للمبادرة المصرية وقد تلقت «دعما قويا من الوزراء العرب في نواكشوط».
وأشار الى أن إسرائيل لا تظهر تجاوباً مع هذه المبادرة، لكنه قال إن فرنسا تسعى الى «إعادة حشد المجتمع الدولي» بهدف تنظيم «مؤتمر يجلس (خلاله) الطرفان الى طاولة المفاوضات» قبل نهاية العام الحالي.
كذلك، تبنى الوزراء قراراً «يدين تدخلات إيران في العالم العربي».

النهار :

لا يخفي رئيس الوزراء تمّام سلام انزعاجه من استمرار التضييق العربي على لبنان، والتنصل من دعمه وخصوصاً في مواجهة مشكلة اللاجئين على أرضه، وهو يلقي الاثنين كلمة لبنان في الجلسة الاولى للقمة العربية التي ستنعقد في موريتانيا اليوم وغدا، على ان يشارك في جلسات العمل اللاحقة والختامية. وبدا واضحاً ان الدعم المباشر للبنان سيغيب عن البيان الختامي للقمة، اذ اكتفى بدعم الجهود القائمة في مساعدة اللاجئين. وقد ورد في البيان الذي حصلت "النهار" على نسخة منه: "دعمنا لجهود الاغاثة الانسانية العربية والدولية الرامية الى تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب ولآليات العمل الانساني والنزاعات من لاجئين ومهجرين ونازحين، وتطوير آليات العمل الانساني والإغاثي العربي واستحداث الآليات اللازمة داخل المنظومة العربية لتلبية الحاجات الانسانية الملحة ومساعدة المتضررين والدول المضيفة لهم".
والاكيد ان الرئيس سلام سيواجه في القمة ثلاثة بنود محرجة للبنان وحكومته احدها يتعلق بتوصيف " حزب الله" ارهابياً، والثاني بايران، والثالث بموضوع التضامن مع لبنان.
ويصل سلام الى موريتانيا مستاء أيضاً من اعتذار الوزراء الثلاثة علي حسن خليل ووائل ابوفاعور وجبران باسيل عن الانضمام الى الوفد، بمبررات لا تخفي أسبابا أعمق تتصل بتجنب الإرباك أو الأحراج الذي سيخلفه البيان الختامي للقمة.

 

الامن
اما في الشأن الداخلي، فبرز الموضوع الامني الحذر في ظل مخاوف متنامية من تفجير ينطلق من عرسال أو من المخيمات الفلسطينية. وأمس تمكن الجيش اللبناني من توقيف السوري رياض شرف الدين وهو ممرض في "جبهة النصرة" لدى محاولة تهريبه من الجرود الى عرسال بواسطة اللبناني فايز بريدي.
وعن الاجراءات المتوقع اتخاذها عقب التوتر الذي ساد عرسال جراء المعلومات عن لائحة مستهدفين في البلدة، علمت "النهار" من مصادر عسكرية مسؤولة أن الجيش ماضٍ بإجراءاته الكثيفة في بلدة عرسال ومحيطها، وهو يسيّر بشكل متواصل دوريات داخل البلدة، وليس في وارد إقامة مراكز ثابتة فيها لئلا تكون عرضة لأي استهداف من المجموعات التكفيرية.
وأوضحت المصادر ان البلدة تعاني ثقل النازحين الذين يتجاوز عددهم 80 ألفاً ، وان هذه المخيمات ولاسيما منها تلك القائمة في جرود البلدة، معرضة للاستغلال من المجموعات التكفيرية المختبئة في الجرود.
وأكدت معلومات لـ"النهار" ان لائحة الاغتيالات التي اعلن عنها اخيرا ليست جديدة وتعود الى أكثر من شهر، فضلاً عن ان رئيس البلدية باسل الحجيري تلقى اتصال تهديد قبل اسبوعين بعد الاعلان عن نية البلدية اتخاذ بعض الاجراءات في البلدة منها منع تجول السوريين ليلاً .

 

النفط
في غضون ذلك، وفيما لم يفصح رسميا حتى الآن عن مضامين الاتفاق النفطي بين الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون في ما عدا تأكيد وزير المال علي حسن خليل لـ "النهار" ان الاتفاق محصور بمسألة تلزيم البلوكات الثلاثة الجنوبية في المنطقة الاقتصادية البحرية للبنان، علمت "النهار" أن زيارة خليل لروسيا كانت نفطية بإمتياز، إذ تم الاتفاق على تولي احدى الشركات الروسية العملاقة والتي يعتقد أنها "غازبروم" استخراج النفط والغاز من المنطقة الاقتصادية المتنازع عليها بين لبنان واسرائيل وهو أمر تم الاتفاق عليه مع الجانبين على أن تكون كلفة التنقيب مشتركة بين الدولتين. وفي المعلومات أيضا أن ما عجّل في التحرك في إتجاه الاتفاق الروسي هو رفض الشركات العالمية التزام استخراج النفط من البلوكات المتنازع عليها. الى ذلك، أكدت مصادر معنية بالإتفاق مع روسيا أن هدف المعنيين في الخارج سحب الورقة من "حزب الله"، بعدما هدد امينه العام السيد حسن نصر الله إسرائيل عام 2011 بأن لبنان سيدافع عن مصالحه في المنطقة البحرية المتنازع عليها، إذا ما أقدمت على التنقيب عن النفط والغاز في هذه المنطقة.
وفي حين نفى وزير المال في حديث الى "النهار" (ص9) أن تكون ثمة صلة مباشرة بين الزيارة وملف النفط، علم أن المحادثات التي كانت دائرة بين التيار وبري توجت بزيارة خليل لروسيا، ومن بعدها تم الاتفاق النفطي الشهير بين بري وباسيل.
وإذ أكد خليل أن اتفاق بري - باسيل يتعلق بتلزيم البلوكات الثلاثة المحاذية لفلسطين التي كانت تخضع لوجهات نظر متباينة، أوضح أنه "عندما طرح الملف النفطي كأولوية من الاوليات، بادرنا الى التواصل مع رئيس الحكومة الذي عبر عن رغبته في حصول توافقات جانبية قبل الدعوة الى اجتماع لجنة النفط الوزارية، حتى لا نكرر أنفسنا. وعلى هذا الاساس حصل التواصل الذي أفضى الى اتفاق". وأضاف ان الامر مرهون حالياً بدعوة رئيس الوزراء الى جلسة للجنة المختصة لتحضير تقاريرها ورفعها الى مجلس الوزراء لإقرار مراسيم تقسيم المنطقة الاقتصادية الى بلوكات ومرسوم الاستكشاف ودفتر شروط التراخيص وإقرار مشروع القانون المتعلق بالاجرءات الضريبية. والملفات الثلاثة جاهزة وقد راجعها الهيئات المختصة، ويجري حاليا اقرارها في مجلس الوزارء لإطلاق المشروع.
أما بالنسبة الى الاتفاق مع الأطراف اللبنانيين الآخرين، فيستند خليل الى المواقف المعلنة لهؤلاء الاطراف ليعرب عن اعتقاده أنه "ليس ثمة موقف سلبي، وفي مطلق الاحوال الامر في عهدة رئيس الحكومة. إذ أبلغناه أننا مستعدون لحضور اجتماع أي لجنة يدعو اليها وكذلك حضور جلسات مجلس الوزراء، وطالبنا ببت الأمر سريعاً".

 

المستقبل :

وسط الضجيج الذي يحاصر معظم دول المنطقة، تفتتح القمة العربية السابعة والعشرون اعمالها بهدوء صباح اليوم في العاصمة الموريتانية نواكشوط، التي ارادت ان تطلق عليها اسم «قمة الأمل» لتكون أملاً للبلد المضيف الذي نجح للمرة الأولى، رغم امكانياته المتواضعة، في استضافة قمة بهذا الحجم، وسط مراسم احتفالية شعبية ودماثة موريتانية اصيلة حولت المناسبة الى «قمة موريتانيا» اولاً وأخيراً.

ورغم ان قمة اليوم بلا رؤساء ولا ملوك، بفعل غياب العديد منهم وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يمثله وزير خارجيته عادل الجبير، وحضور نحو ثمانية قادة مثل اميرَي الكويت وقطر ورؤساء السودان واليمن وجيبوتي والصومال، وبلا جديد بفعل خلو جدول الاعمال من قرارات مضافة الى تلك التي اقرها مجلس جامعة الدول العربية في آذار الفائت، فانها تكتسب اهمية لجهة تأكيدها على قرار ادانة التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية العربية.

ولأن لبنان واحد من ساحات «التدخلات الايرانية» في المنطقة، بقي مجلس التعاون الخليجي على «نأيه بالنفس» إزاء فقرة التضامن مع الجمهورية اللبنانية، رغم سحب الكويت هذا «النأي» في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد أول من امس في نواكشوط تمهيداً لاجتماع القمة اليوم، لتنضم الى موقف سلطنة عمان التي سبق ولم تلتزم بهذا النأي.

والمعلوم ان «النأي» الخليجي جاء على خلفية رفض الحكومة اللبنانية الموافقة على اتهام «حزب الله» بأنه تنظيم «ارهابي» في اجتماعات عربية واسلامية سابقة، باعتباره «مكوناً سياسياً لبنانياً» كما وصفه امس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الذي توجه الى نواكشوط لترؤس وفد لبنان الى القمة، يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، وغاب عن الوفد وزراء الخارجية جبران باسيل والمال علي حسن خليل والصحة وائل ابو فاعور.

ويلقي الرئيس سلام كلمة لبنان امام القمة اليوم حيث يجدد التأكيد على تضامن لبنان مع العرب وتمسكه بالاجماع العربي، كما يتقدم باقتراحات لمعالجة ازمة النازحين السوريين في لبنان.


وعلمت «المستقبل» ان سلام سيطالب في كلمته بانشاء «مناطق آمنة» في سوريا لإيواء النازحين السوريين الموجودين في لبنان.

وعلى متن الطائرة التي اقلته والوفد الوزاري والاعلامي والاداري الى نواكشوط قال سلام للصحافيين ان القمة مناسبة للتواصل «مع اشقائنا العرب» وللتأكيد على موقف لبنان الداعم للعرب وقضاياهم. ونفى ان يكون هناك خلاف بينه وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري حول ملف النفط الذي قال انه يحتاج الى «مستلزمات» والى اطلاع على جوانب كثيرة بالغة الاهمية «قبل دعوة اللجنة الوزارية المختصة الى مناقشة هذا الملف». واسف لاستمرار الشغور الرئاسي ولتفاقم الخلافات بين القوى السياسية «حول كل شيء، بما في ذلك حول قيادة الجيش حيث اعتبر أن التمديد أصبح سارياً على كل شيء في البلد بما في ذلك الأزمة السياسية». وختم بالقول: «أنا اكثر المعانين من كابوس الشغور».

الديار :

«اذا كانت ازالة «حزب الله» تستدعي ازالة لبنان، فليذهب لبنان الى... جهنم».
هذا ما سمعته شخصية سنية بارزة من مسؤول عربي كبير يعتبر ان النازحين السوريين يجب ان يتحولوا الى جزء من المعادلة الداخلية. المعادلة التي يفترض ان تتغير جذرياً بفعل التغير الديموغرافي.
الشخصية سمعت كلاماً مهيناً حين سألت «وما هو مصير السنّة اللبنانيين في حال امسك النازحون السوريون واللاجئون الفلسطينيون بزمام السلطة في لبنان؟». هذا سؤال ينبغي الا يطرح. الآن، هناك استراتيجية جديدة وينبغي ان تنفذ...
الساسة اللبنانيون يلعبون في قعر الزجاجة. قبل القمة العربية في نواكشوط، وخلالها، وبعدها، اتصالات بالغة الخطورة تجري الآن لتنتهي باحداث تغييرات دراماتيكية في خارطة الدول.
هذه المرة تعقد القمة العربية بغياب احمد داود اوغلو الذي كاد يجلس على المقعد السوري. رئيس الوزراء التركي ازيح، رجب طيب اردوغان يخوض حرباً داخلية لا نهاية لها، وقد يتحول الى حليف لموسكو التي يتردد انه كان لها دور في حماية الرئيس التركي من الاغتيال.
البديل من اردوغان بنيامين نتنياهو، الشراكة العربية - الاسرائيلية في مواجهة الخط الايراني، وكذلك من اجل دحر «حزب الله»، هذه المرة سيكون للوبي اليهودي في الولايات المتحدة الذي يرعى تلك الشراكة دور اكثر تأثيراً في انتخاب الرئيس الذي يفترض ان يكون النقيض عن باراك اوباما.
لا رئيس جمهورية في لبنان، ولا نفط ولا غاز. كل هذا ينتظر ما ستؤول اليه الامور. لم يقل جان - مارك ايرولت لمسيحيي لبنان «اهلاً بكم في ديارنا»، لكن الاتصالات التي تجري وراء الستار تشير الى مشروع دولة للمسيحيين تكون على غرار امارة موناكو...
الاسرائيليون لا يستسيغون مسيحيي لبنان، اعترفوا اكثر من مرة بان تجربتهم معهم مريرة. لم يعد الاسرائيليون بحاجة الى استثارة الاقليات والتعامل معها. الآن وقت الاكثريات. بانتظار القمة المقبلة ستحدث مفاجآت كثيرة وكبيرة، حتى ان ديبلوماسياً عربياً مخضرماً عولج لبعض الوقت في لبنان راهن الطبيب البارز الذي اشرف على علاجه بان تعقد القمة المقبلة في .... اورشليم.
وعشية القمة كان هناك معلقون عرب يجزمون بان اجهزة استخبارات عديدة قد انشأت غرفة عمليات مشتركة لاحداث تفجيرات متلاحقة ومنسقة داخل ايران في الطريق الى الانفجار الكبير...
الحرب ضد ايران في عقر دارها. تحريك الاقليات الاتنية والطائفية التي تأثرت كثيراً بالعقوبات الدولية، كما تعيش مناخات نفسية ضاغطة بسبب اضفاء بعد مذهبي محدد على فلسفة الدولة كما على آليات عملها وفي كل المجالات.
وحديث عن ان واشنطن، بالتنسيق مع شركاء، ستضع خططاً اكثر دقة واكثر فاعلية لزعزعة الاوضاع في الجمهورية الاسلامية، هذا يعني ان التطورات في المنطقة لا تتجه نحو الاستقرار بل نحو الفوضى.
اي شرق اوسط اذا تفاعلت الامور على ذلك النحو الخطير داخل تركيا كما داخل ايران؟ الذين يتولون ادارة القمة العربية ليسوا مستعدين قط لسماع صيحات التحذير من ان استمرار الصراع الراهن وبكل الوسائل المعقولة وغير المعقولة، لا بد ان يقود الى الخراب...
العرب اكتشفوا ان اسرائيل هي التي تضبط الايقاع الاستراتيجي، وحتى الايقاع الايديولوجي، في المنطقة، مهزلة ان يحكى عن المبادرة الديبلوماسية العربية. لعبة المصالح تجاوزتها بكثير. والآن عودة الى مشروع ييغال آلون مكان الفلسطينيين في شرق الاردن الذي لا بد ان يتوسع اما في اتجاه الداخل السوري او في اتجاه الداخل العراقي ليس من اجل تأمين الموارد، وانما من اجل انهاء الظاهرة الفلسطينية...

 هاجس الاسرائيليين 

كيف؟ الملك عبدالله الثاني باق على العرش. على مدى السنوات الخمس المنصرمة اظهر انه يستطيع ان يضطلع بالدور (او بالادوار) على افضل وجه. الفلسطينيون يصبحون جزءاً من دولة مترامية نسبياً وتضم اردنيين وسوريين وعراقيين..
لا سوريا ستبقى سوريا، ولا العراق سيبقى العراق، هاجس الاسرائيليين تشتيت الفلسطينيين، ماذا عن عرب عام 1948، اليمين الاسرائيلي الذي يزداد تصلباً يقف مع افيغدور ليبرمان (لكأن نتنياهو بعيد عن افكار وزير خارجيته). لن يبقوا في اماكنهم، ولكن الى أين؟
اثناء تواجده في بيروت، صارح وزير الخارجية الفرنسي بعض المراجع اللبنانية بأن المنطقة مقبلة على فوضى جيو سياسية، وجيوستراتيجية، هائلة، لن تبقى الحرائق في سوريا والعراق. وحين تتزعزع تركيا، وهي الدولة التي تقوم على ثوابت سياسية واقتصادية وعسكرية حديدية، كيف لدول عربية تقوم على بنى قبلية، وتعتمد اساليب القرون الوسطى في ادارة السلطة، ان تبقى بمنأى عن الحرائق؟
القمة العربية لن تكون اكثر من كرنفال باهت. بالدرجة الاولى تصنيف «حزب الله» منظمة ارهابية.
هذه مسألة لا تقدم ولا تؤخر، ماذا عن محاربة الارهاب؟

 ارهاب معتدل وارهاب متطرف 

المثير ان ديبلوماسيي احدى الدول العربية الفاعلة يتحدثون عن «ارهاب معتدل» و«ارهاب متطرف». هذا يظهر بجلاء في سوريا روبرت فيسك قال «لا مكان هناك سوى للايدي الملطخة». الايدي التي تناصر «النصرة» بالصواريخ المتطورة وبالمال، كما لو انها ليست فرعاً لتنظيم «القاعدة» الذي يحارب «التحالف العربي» في اليمن.
ريتشارد هاسن، المسؤول السابق عن الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي في الولايات المتحدة، اذ يلاحظ ان الخرائط التي انتجتها اتفاقية سايكس - بيكو استهلكت كلياً وهي في الطريق الى التداعي، يرى ان ثمة دولاً عربية تمارس الان سياسات انتحارية...
هاسن يلاحظ ان الصراع انهك الجميع واستنزف الجميع، وبالرغم من ذلك هناك اصرار على استمراره، ليشير الى ان اللعبة ستطيح اللاعبين، مثلما حدث للاتراك سيحدث للايرانيين وسيحدث للسعوديين.
الاميركيون لا يقدمون النصائح، بل يدعمون السياسات المجنونة. هم منذ التسعينات بدأوا في الحديث عن تغيير الوجوه، قبل ان يدعوا الى تغيير الانظمة. الان استقرت الاستراتيجية الاميركية على تغيير الخرائط.

 دولة خالد ضاهر 

من سيصغي الى الرئيس تمام سلام وهو يدعو «الاشقاء العرب» الاشقاء الاجلاء، بالايفاء بتعهداتهم حول دعم لبنان في مواجهة اعباء النزوح؟ هناك في لبنان من يرى ان قرار الرياض بالغاء هبة الـ3 مليارات دولار الى الجيش اللبناني بعيد جداً عن الاسباب التي ذكرت في حينه...
كلام خطير يتردد في المحافل السياسية، قد يحدث الدعم في موضوع النازحين، ولكن على اساس مختلف، اللافت ان يقول مرجع لبناني كبير انه يخشى ان تكون دولة الجنرال هنري غورو في طريق الزوال لتحل محلها دولة خالد ضاهر، وربما دولة داعي الاسلام الشهال، ربما اكثر دولة... ابي مالك التلي...
وفي الكواليس الديبلوماسية ان الامور متروكة في  لبنان كي تستهلك بعضها البعض. اللاعبون اللبنانيون على الشاشات لا مكان لهم في اللعبة الكبرى. كل شيء مبرمج بدقة ليبقى الفراغ، ولتنحدر الدولة على المستويات كافة من السيء الى الاسوأ الى الاكثر سوءاً.
هل الوضع سوداوي الى هذا الحد، بائس الى هذا الحد؟
ما تؤكده «الديار» ان ثمة خطة وبوشر بتنفيذها لتحويل النازحين واللاجئين الى احتياطي استراتيجي لاستعماله في الخارطة المقبلة للبنان. لا احد يعرف الى اين تتجه الامور؟

 جرذان موريتانيا وجرذان لبنان 

حتى جرذان موريتانيا تتحول الى عبء سياسي وديبلوماسي على لبنان. الصحف الموريتانية ذكرت اللبنانيين بالنفايات التي غطت شوارع بيروت والمناطق. التراشق بالجرذان، لا مشكلة في البلدين العربيين الشقيقين. مثلما كانت الجرذان ترقص التانغو مع الناس في شوارع بيروت، الجرذان ترقص التانغو مع الناس في فنادق نواكشوط، للتذكير فقط، فان رئيس بلدية نيويورك وهي اعظم مدينة في التاريخ يشكو من «طوفان الجرذان» حتى في فندق ولدورف استوريا يمكن للنزلاء ان يعثروا على الصراصير في احذيتهم...
سلام ليس بحاجة الى الاعتذار. سيشيد بموريتانيا وبالشعب الموريتاني الذي ترى جهات سياسية ان احتجاجه كان يفترض ان يتركز على الاهمال العربي لهذه الدولة التي تضم سياسيين ومثقفين من الدرجة الاولى والتي تعاني من ازمة اقتصادية ومالية هائلة، ومع ذلك تمكنت من الصمود في وجه من حاولوا اشعال الحرب بين المتحدرين من «تغريبة بني هلال» والزنوج فيها...

الجمهورية :

غادر رئيس الحكومة تمّام سلام إلى القمّة العربية في موريتانيا، والأمل يحدوه على رغم عجز حكومته الذي يحمله معه إلى القمة في استجابة الشقيق العربي لطلب مساعدة الشقيق الأصغر لبنان، على التصدّي للعبء الثقيل الذي يرهقه على المستويات كافة، والمتمثّل بأزمة النازحين السوريين التي تتراكم سلبياتها على مدار الساعة. وما خلا ذلك، يبدو لبنان وكأنّه خارج الزمن السياسي، جمودٌ قاتل في الحركة الداخلية، الملفّات تتراكم وعقدُها تتشعّب وتتفاقم، وأمّا منجّمو السياسة من هذا الجانب أو ذاك، فمستمرّون في العزف على وتر الاشتباك السياسي، يَجمعهم انعدام الرؤية حول مآل الاستحقاقات المنتظرة في شهر آب. فلا مؤشّرات إلى حلحلة من أيّ نوع، لا حول «ثلاثية الحوار»المرتبطة بـ«سلّة برّي» مطلع الشهر المقبل، ولا حول الموازنة العامة التي يبدو أنّ طريقها عاد ليفرَش بالعقد والسلبيات، في وقتٍ يُنتظر أن تشكّل بداية الشهر المقبل بدايةَ حضور على المسرح الداخلي لأحد أبرز الملفّات الحياتية، والمتمثّل بتصحيح الرواتب والأجور.

قبل سفره أمس إلى القمّة العربية في موريتانيا، ومعه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، حرصَ رئيس الحكومة على توجيه رسالة إلى القمّة أكّد من خلالها على «علاقات لبنان مع أشقّائه العرب، الذين لم يقصّروا يوماً بدعمه ومساعدته مالياً واقتصادياً». ولفتَ إلى أنّه إذا «طرِح موضوع «حزب الله» في القمّة، سنردّ بأنّه مكوِّن رئيسي من مكوّنات البلد وعضوٌ في الحكومة».

وعلمت «الجمهورية» أنّ سلام أعدَّ إلى القمّة العربية كلمةً قصيرة وتتضمّن 3 محاور: المحور الأوّل: وضعُ النزوح السوري والمشاكل التي يعانيها لبنان، حيث سيَطلب سلام مساعدةً عربية لتمكينِه من الصمود، ضمن سياسة دعم الدوَل المضيفة للنازحين، وسيقدّم بعض المقترحات في هذا الشأن.

الثاني: موضوع الإرهاب، حيث سيؤكّد على موقف لبنان الرافض للعمليات الإرهابية، والمشدِّد على ضرورة مواجهتها، لأنّ لبنان يدفع ثمنَها.

الثالث: التأكيد على أنّ لبنان دائماً مع الإجماع العربي، ومع القضايا المحِقّة وينتظر الدعمَ والمساندة لمؤسساته الدستورية والعسكرية والأمنية.

مقاربة مميّزة

وفي المعلومات أنّ سلام سيُطلق مقاربةً مميّزة لموضوع النازحين. فبعدما كانت ترتكز في السابق على طلب مساعدات ماليّة لاستيعابهم وتحمُّلِ أعبائهم، تنطلق المقاربة الجديدة من المطالبة بمبادرات دولية لعودةٍ آمنة للنازحين إلى سوريا في مناطق محمية، لأنّ لبنان، بقدر ما تصِله مساعدات، لا يستطيع تحمُّل هذا العبء، علماً أنّ المساعدات التي تصله هي أقلّ بكثير من الحاجة والوعود.

وسيَدعو إلى مساعدة لبنان بالعتاد العسكري، من دون أن يذكر الهبة السعودية الملغاة، وذلك للدفاع ليس عنه فقط، إنّما عن كلّ المنطقة ولمواجهة لإرهاب.

ولم تستبعِد مصادر سلام أن يطرح موضوع «حزب الله» مجدّداً، وقالت لـ»الجمهورية»: «إنّ الوفد الرسمي الحكومي سيتحفّظ على أيّ أمر يتعلّق بالحزب، نظراً لحساسية الوضع الداخلي وعدمِ قدرة لبنان على تحمّل أيّة ارتدادات أو انتكاسات».

طبّارة

وقال السفير اللبناني السابق في واشنطن رياض طبّارة لـ»الجمهورية»: «مشكلتُنا لا تُحلّ في قمّة عربية أو في قمّة إسلامية، بل تُحلّ بدءاً بالإفراج عن ورقة رئاسة الجمهورية، وهذه على مستوى إيران والسعودية والولايات المتحدة الأميركية وروسيا، فهنا يَكمن الحلّ لهذه المشكلة، وليس في القمّة».

وتوقَّع أن يجدّد لبنان ثوابتَه في القمّة، ويركّز على ملف النازحين السوريين ويَطلب مساعدتَه ماليّاً وإعادةَ النازحين إمّا إلى أماكن آمنة وإمّا إلى دول أخرى.

وعن طلبِ البعض التنسيقَ مع النظام السوري في شأن عودة النازحين، أجاب: «لا أعتقد أنّ هناك منفعةً كبيرة للبنان في التنسيق مع النظام الذي ليس لديه إمكانات لمعالجة مشكلة هؤلاء. ثمّ على النظام السوري أن يعيد شعبَه إلى الأماكن التي خرج منها إذا كان يستطيع ذلك، وهنا لا تنسيق ولا أيّ شيء آخر». واعتبر «أنّ طلبَ التنسيقِ مع لبنان هو طلبٌ سياسيّ لإعطاء شرعية للنظام السوري، أي أن يتفاوض لبنان معه رسمياً لكي يربح بعضَ الميثاقية والصدقية أمام المجتمع الدولي».

الهدنة النفطية مستمرّة

سياسياً، ما زالت الهدنة النفطية غيرُ المعلنة ساريةَ المفعول على خطَّي الرئاستين الثانية والثالثة، ولكن من دون بروز أية معطيات تؤشّر إلى حلحلة على هذا الصعيد، أو تبريد للاشتباك السياسي حول هذا الموضوع، ربطاً باتفاق عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جبران باسيل.

وإذا كان سلام قد حرصَ على إطلاق إشارات إيجابية نحو عين التينة، بتأكيده أنّ «العلاقة مع بري صافية وواضحة»، إلّا أنّ أوساط بري تلقّت إشاراته من دون تعليق، وأكّدت في الوقت نفسه أنّ رئيس المجلس ما زال يَعتبر أنّ الملف النفطي هو الملف الأكثر حيوية للبلد، وبالتالي الأولوية الملِحّة لنا جميعاً، تفرض أن يسلك مساره الطبيعي نحو الحلحلة، من دون إبطاء وعرقلة»، متوقّعةً أن يكون هذا الملف في رأس اهتمامات بري بعد عودته من زيارته الخارجية».

 

الجمهورية :

ثلاث نقاط جوهرية سيثيرها الرئيس تمام سلام في كلمته امام القمة العربية 27 في نواكشوط، والتي سيلقيها بعد ظهر اليوم، قبل أن يقفل عائداً إلى المغرب، ومنها إلى بيروت.
1 - إقامة مناطق آمنة داخل سوريا، أو على مقربة من الحدود مع لبنان، وذلك للبدء بإعادة النازحين السوريين، في اجراء من شأنه أن يحد من معاناة لبنان من هذا النزوح الذي بات يُشكّل عبئاً كبيراً لم يعد في مقدور لبنان أن يتحمله (ما يقرب من مليوني نازح سوري ما عدا الولادات الجديدة)، وهو الأمر الذي تدركه المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.
2 - موضوع الإرهاب الذي يضرب الدول العربية من دون تمييز، والذي امتدت أخطاره إلى العواصم الأوروبية والدولية، وبات يُشكّل عدواً حقيقياً للاستقرار في المنطقة والعالم.
وسيعرض الرئيس سلام في كلمته الجهود التي تبذلها القوات المسلحة اللبنانية ودور القوى الأمنية في تفكيك العشرات من الشبكات الإرهابية، وأن لبنان يطالب بدعم الأشقاء في هذا المجال.
3 - التضامن العربي: وعلى هذا الصعيد سيُذكّر الرئيس سلام بالدور التقليدي العريق للبنان في دعم التضامن العربي والالتزام بالقضايا العربية، وهو يرى أن هذا التضامن ضروري في هذه المرحلة لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة في استقرارها ووحدة اراضيها ومستقبلها.
كما سيؤكد الرئيس سلام على ان لبنان جزء لا يتجزأ من القرار العربي، وهو حريص على العلاقات العربية المميزة، ولا سيما مع الدول الخليجية، ويقدر عالياً دور الأشقاء الخليجيين، لا سيما المملكة العربية السعودية بالوقوف إلى جانب لبنان لتجاوز أزماته والظروف الصعبة التي مرّ بها، وأبرزها مؤتمرا الدوحة والطائف، مشدداً على أن العلاقات مع الأشقاء العرب والتضامن معهم يتقدم على ما عداه، وأن لبنان سيؤيد كل ما يساعد في تعزيز العلاقات العربية - العربية، والعلاقات الإقليمية، وأبرزها العلاقات الإيرانية.
وسيخاطب الرئيس سلام القادة العرب في «قمة الأمل» مناشداً إياهم لم الشمل وجمع الكلمة لمواجهة المخاطر الكبيرة التي تواجه الأمة العربية.
وكان الرئيس سلام دعا في دردشة مع الصحافيين المرافقين له على متن الطائرة التي اقلته إلى الدار البيضاء، إلى ضرورة إيجاد حل سياسي في سوريا يُساعد على إعادة النازحين السوريين، كاشفاً انه سيدعو الدول العربية إلى تقديم الدعم المادي، ومؤكداً أن لبنان ليس بلد توطين لا للفلسطينيين ولا للسوريين.
وفي الشأن السياسي الداخلي، قال الرئيس سلام، رداً على سؤال، أن وزير المال سيقدم الموازنة إلى الحكومة لدراستها وإحالتها، من ثم، إلى المجلس النيابي إذا تمّ تجاوز العقبات، ومعنى ذلك أن البلد لن ينهار.
وفي ما خص النفط، كشف رئيس الحكومة انه سيدعو اللجنة المكلفة بحث الملف إلى اجتماع بعد أن تكون التحضيرات والتجهيزات من جوانب النقاط كافة قد استكملت، داعياً إلى إنجاز ما في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، مؤكداً أن التواصل مستمر مع الرئيس نبيه برّي والعلاقة صافية وواضحة ووثيقة، في هذه الظروف الصعبة، وفي ظل الشغور الرئاسي.
وكان الرئيس سلام غادر بيروت بعد ظهر أمس يرافقه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، بعدما اعتذر عن المشاركة الوزراء الثلاثة: علي حسن خليل، جبران باسيل ووائل أبو فاعور الذي التحق بالنائب وليد جنبلاط في باريس.
وعلمت «اللواء» من مصدر مطلع أن السبب الحقيقي لعدم مرافقة الوزير خليل للرئيس سلام إلى قمّة نواكشوط هو تجنّب وزير حركة «امل» المشاركة في حضور اي اجتماع عربي أو إسلامي يدين «حزب الله» بالارهاب، وبالتالي عدم تغطية اي قرار عربي لتشكيل قوة عربية إسلامية لمحاربة الإرهاب، وهو الأمر الذي يعتبره «حزب الله» وإيران يستهدفهما بالتحديد، وذلك بعد عزل إيران عن أي دعوة لحضور القمم العربية والإسلامية بعد الموقف الصريح الذي اتخذته جامعة الدول العربية من التدخل الايراني في الشؤون العربية.
مجلس الوزراء
وتكثّفت الاتصالات قبل 72 ساعة من جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، وهي جلسة استثنائية مخصصة لبحث ملف الاتصالات بما في ذلك عقدي تشغيل شكبتي الهاتف والإنترنت غير الشرعي، ووضع هيئة أوجيرو، وذلك استناداً للتقرير الذي أعدّه وزير الاتصالات بطرس حرب وذلك من أجل تجنّب تكرار السجالات التي حصلت في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء، وقد أضيف إلى ملف الاتصالات موضوعان آخران على جدول أعمال الجلسة الذي وزّع على الوزراء السبت، وهما عرض وزارة المال للمشاريع ذات الأولوية للدولة اللبنانية والتي ستموّل من قبل البنك الدولي، وإعلان نوايا لبنان في اجتماع لندن، والذي وزّع على الوزراء قبل أيام.
وبالتزامن تعود اللجان النيابية المشتركة إلى الاجتماع بعد فترة انقطاع اقتربت من الشهر، لكي تتمكن الكتل من جمع أوراقها وترتيب ملفاتها في ما خصّ البحث عن قانون انتخاب يمكن للمجلس النيابي أن يقرّه وأن يُعيد الحيوية إليه بما في ذلك تقصير ولاية المجلس الحالي.
وكشفت مصادر نيابية قريبة من «التيار الوطني الحر» أن لا إمكانية لحدوث اختراق إذا لم يؤخذ بالقانون الأرثوذكسي أو أي مشروع على غراره يؤمّن صحة التمثيل.
ومن جهته اعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية سمير الجسر أن هناك إمكانية لتضييق مساحة الاختلاف بين القانون المختلط على أساس المناصفة بين الأكثري والنسبي، وهو الاقتراح المقدّم من الرئيس برّي بواسطة النائب علي بزي، ومشروع القانون المختلط الذي يدعمه تيّار المستقبل و«القوات اللبنانية» واللقاء الديمقراطي.
ولم يستبعد مصدر نيابي آخر، أن تدور النقاشات على نفسها دون حدوث أي اختراق جدّي، باعتبار أن المشكلة سياسية وليست تقنية.
التفاؤل العوني
في هذا الوقت، قلّلت مصادر سياسية من قيمة التفاؤل الذي تُبديه أوساط الرابية، في ما خصّ انفراج رئاسي بعد جلسات الحوار في الأيام الثلاثة في الأسبوع الأول من آب.
ودافع النائب آلان عون عن هذا التفاؤل الذي اعتبره حقاً مشروعاً مبنياً على الإحساس وليس على المعلومات، لكنه نفى أية وقائع ملموسة، سوى انعطافة النائب جنبلاط.
واعتبرت هذه المصادر أن المخاوف الفرنسية من خطر استمرار الشغور الرئاسي والشلل المالي تعود إلى حسابات تتعلق بحثّ اللبنانيين على عمل ما وعدم انتظار ما ستفسر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل.
ورأى مصدر نيابي في كتلة «المستقبل» لـ«اللواء» أن التفاؤل العوني مبالغ فيه، وفي تقديره أن مسألة الشغور الرئاسي ما تزال في حالة مراوحة، وأنه لا يرى حلولاً في الأفق سوى النزول إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية.

الاخبار :

هل بدأ العدو إجراءات ضم بلدة الغجر اللبنانية إلى الكيان الاسرائيلي؟ وهل أن امتناع لبنان الرسمي عن السعي إلى تحرير الجزء اللبناني من البلدة، سمح للعدو بالتمادي وتخطي واقع أن الأراضي لبنانية غير متنازع عليها، وبدأ التمهيد لضمّها؟ هذان السؤالان وغيرهما باتا مشروعين، بعدما قررت حكومة العدو تطبيق قوانين البناء الاسرائيلية على الجزء اللبناني من الغجر.

فقد كشف موقع «واللا» الإخباري العبري أن رئيس لجنة التخطيط والبناء في المجلس الاقليمي معاليه حرمون، عاموس رودين، أبلغ الجهات المعنية في القسم اللبناني من قرية الغجر المحتلة أنه سيتم فرض تطبيق قوانين البناء الاسرائيلية على القرية كلها. ويأتي هذا القرار رغم أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أعلن عام 2010 موافقته على اقتراح الامم المتحدة وقائد اليونيفيل في المنطقة أن الجزء الشمالي من القرية ستتم إعادته الى لبنان.


القوات مستاءة
من الجميّل: بسببه «تجفل» القوى السياسية من الكتائب

 


وأيضاً، قبل أسابيع معدودة، قررت المحكمة اللوائية في الناصرة أن على سلطة أراضي إسرائيل إعادة أموال رسوم الإيجار الى سكان الجزء الشمالي من القرية، الخلافية.
في المقابل، نقل موقع «واللا» عن أحد خبراء القانون الدولي تحذيره من أن قرار فرض قوانين البناء الاسرائيلية على الجزء الشمالي من قرية الغجر يتعارض مع القانون الدولي. ولفت الخبير نفسه الى أن «هذا المسار يمكن أن يورط إسرائيل في قرارات إدارية غير قانونية وتتعارض مع المعاهدات الدولية التي وقّعت إسرائيل عليها». أما على المستوى الأمني، فأضاف الخبير أن «هذا القرار يمكن أن يوفر ذريعة لحزب الله من أجل مهاجمة إسرائيل كونها تفرض هذه القرارات بشكل رسمي داخل أراض سيادية لبنانية». ويمكن أيضاً أن يدفع الى رفع شكاوى ضد إسرائيل الى الامم المتحدة ويمس بصورتها.

القوات «تجفل» من الكتائب

داخلياً، علمت «الأخبار»