أبدت مصادر لبنانية مخاوفها من تحوّل بلدة القاع اللبنانية القريبة من الحدود مع سوريا إلى منطقة تقع تحت نفوذ مسلّحين مسيحيين بغطاء من “حزب الله”.
ودفع ذلك الحكومة اللبنانية إلى التحذير من ظاهرة فرض “الأمن الذاتي” في مناطق معيّنة خشية أن يستغلّ “حزب الله” هذه الظاهرة في سياق تسويقه لشعار “الجيش والشعب والمقاومة” لتبرير احتفاظه بسلاحه خارج إطار الدولة اللبنانية وتبرير مشاركته في الحرب السورية.

وكانت القاع تعرّضت يوم الثلاثاء الماضي لثمانية تفجيرات نفّذها انتحاريون استهدفوا ترويع أهل البلدة الذين سارعوا إلى النزول إلى الشارع حاملين سلاحهم بشكل ظاهر.

وقتل في التفجيرات خمسة من سكّان القاع الذين سبق لبلدتهم أن شهدت مجزرة ذهب ضحيتها نحو ثلاثين مواطنا. ونفّذت تلك المجزرة في الثامن والعشرين من يونيو 1978 قوات خاصة سورية استهدفت تهجير أهل القاع وإشعار المسيحيين في لبنان بأنّهم مهددون وأن لا خيار لديهم سوى وضع أنفسهم في حماية القوات السورية.

وقال سياسي لبناني بارز إن “حزب الله” يكرّر هذه الأيّام الخطة التي اتبعها النظام السوري بين 1975 و2005 من أجل تطويع المسيحيين اللبنانيين وفرض نوع من الوصاية عليهم في إطار حلف الأقلّيات.

وأضاف أن الحزب دفع أهل القاع، التي تقع في قضاء بعلبك الخاضع لنفوذه، إلى حمل السلاح وشجّعهم على ذلك بكلّ الوسائل.

وأشار إلى أن الأحزاب المسيحية وقعت في الفخ الذي نصبه لها “حزب الله” وراحت تدفع بدورها سكان البلدة إلى الظهور بالسلاح في شوارعها.

وكان ملفتا أن قيادات مسيحية عدّة سارعت إلى الحضور إلى القاع بعد حصول العمليات الانتحارية الثلاثاء الماضي.

وكان بين هذه القيادات نائب في “القوات اللبنانية” هو أنطوان زهرا الذي ظهر حاملا رشاشا صغيرا مع مجموعة من المسلحين من أهل البلدة. لكنّ “القوات” سارعت إلى تصحيح موقفها عبر خطاب لرئيسها سمير جعجع ركّز فيه على دور الجيش في حماية القاع.

كذلك تفقد البلدة رئيس “التيار الحر” الوزير جبران باسيل الذي حرص على توجيه خطاب يصبّ في مصلحة ما يحاول “حزب الله” تخويف المسيحيين منه.

وزار القاع كذلك رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل الذي اعتمد خطابا هادئا التقى فيه مع ما قاله وزير الداخلية نهاد المشنوق من القاع بضرورة تفادي الردّ على العمليات الانتحارية بمهاجمة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان والاعتداء عليهم.

العرب