أظهرت عملية "عاصفة الحزم" المستمرة منذ أكثر من شهر أنّ دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على شن الحروب وردع أيّ عدوان خارجي عليها بقوة عسكرية منظمة ومتطورة بالنسبة إلى الاعداء التي تتم المواجهة معهم .

والقدرات العسكرية الموجودة لدى دول الخليج العربي هي تراكم لصفقات سلاح منذ حرب الخليج الاولى "عاصفة الصحراء" وحتى يومنا هذا بمجملها من الولايات المتحدة الأميركية .

ولكن هل دول الخليج تأخذ في حسبانها نشوب حرب مباشرة مع إيران، والتي لن تكون مماثلة للحرب في اليمن بل ستعتمد على إستراتيجية إيران المعروفة والتي ترتكز على منظومة صاروخية مصنعّة محلياً بكميات كبيرة، وعلى الحروب البريّة وحرب العصابات التي لا يمكن أن تحصل بسبب عدم وجود تماس جغرافي بين الطرفين إلاّ في مناطق ضيقة جداً، أو مناطق بحرية ، أو دول تسيطر عليها إيران بمليشياتها .

وبعد مؤتمر "كامب ديفيد" الذي خرج بنتائج باهتة لناحية تسليح دول مجلس التعاون والتي رفضت فيه أميركا طلبات خليجية  للتزود بطائرات "F-35"، وبعض الاسلحة الأخرى، وإقتصرت نتائج المؤتمر على وعود بالتدخل في حال تعرضت دول الخليج إلى أيّ اعتداء.

بالتالي دول الخليج اليوم أمام سيناريو مشابه لما حصل مع المملكة العربية السعودية منتصف الثمانينيات أثناء الحرب بين العراق وإيران، حين طلبت المملكة من أميركا صواريخ إستراتيجية وقوبل طلبها برفض من قبل الإدارة الأميركية بذريعة الإتفاق مع الإتحاد السوفياتي حول القذائف المتوسطة المدى .

عندها توجهت المملكة إلى الصين عبر الأمير بندر بن سلطان لإتمام صفقة "رياح الشرق" التي حصلت بموجبها السعودية على صواريخ DF-21الصينية البالغ مداها 2500 كلم والقادرة على حمل رؤوس غير تقليدية والتي تنشرها المملكة اليوم موجهة إلى إسرائيل وإيران وتحميها بسرب من طائرات تورنيدو يقدر بحوالي 25 طائرة.

من هنا يتبين لنا سبب وجود الرئيس الفرنسي في إجتماع مجلس التعاون الخليجي الأخير، والذي ألحق بصفقة طائرات "رافال" بين قطر وفرنسا.

إذن من المفترض أنّ دول الخليج العربي لجأت لمصادر تسليح أخرى غير أميركية للحفاظ على قوة ردعها العسكرية، لكن لا يجب أن يسقط من الحسبان سلاح أمضى وأقوى من الصواريخ والطائرات، وهو قوة الردع الفعلية بوجه طهران صاحبة الإقتصاد الضعيف، وهو التحكم بأسعار النفط العالمية والوصول بها إلى مستوى غير متوقع، الذي سيخلط الأوراق إقليمياً وعالمياً، ويقطع مصادر تمويل الحروب لدى أيّ معتدٍ على الخليج العربي .

 

 

بقلم : (متابع)