يقول الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني إن القيادة في إيران في المستقبل يمكن أن تكون عبر شورى الفقهاء، بدل الولي الفقيه. وأضاف رفسنجاني بأن القلق من مستقبل النظام بعد المرشد الحالي، هو قلق بمكانه، وسوف يتمكن مجلس خبراء القيادة من تعيين شورى القيادة بحال لم يجد شخصاً صالحاً للقيادة.

وصرح رفسنجاني خلال حواره مع صحيفة جمهوري اسلامي، بأنه لا يرى الآن أحداً يصلح للقيادة، بعد آية الله الخامنئي، المرشد الحالي، قائلاً: لو نفقد أية الله الخامنئي، غداً، هل هناك أحد يصلح لخلافته؟ ويرى رفسنجاني أن الحل هو أن يكون القيادة بيد هيئة من الفقهاء، بدل فقيه واحد، مضيفاً بأنه كان مع فكرة هيئة الفقهاء، بعد وفاة الإمام الخميني، في العام 1990، واقترح الثلاث وهم عبارة عن الخامنئي والأردبيلي والمشكيني كأعضاء لمجلس القيادة، ولكن مجلس خبراء القيادة، لم يوافقه الرأي. كما لم يوافق مع اشتراط التوقيت لمدة 10 أعوام للولي الفقيه.

ثم تعرج رفسنجاني إلى أن الخامنئي أيضاً كان مع فكرة شورى الفقهاء، حينذاك وكان يقول إنني أشعر بالخنق، من أن يبقى الشخص [ أي الولي الفقيه] قائداً مدى الحياة ولم يكن هناك حيلة للناس، للتخلص منه. يعكس تصريحات رفسنجاني والتي يعبر عنها لأول مرة، تزايد القلائق على مستقبل النظام الإيراني في ظل الانقسامات الحادة السياسية خاصة منذ العام 2009 التي شهدت إيران موجة من الاحتجاجات الشعبية على نتائج الانتخابات، لم تضمد جراحاتها، حتى بعد مجيئ الرئيس روحاني، بل وتشتد الخلافات حولها وخاصة استمرار فرض الإقامة الجبرية على موسوي وكروبي.

ولكن رغم تصريح رفسنجاني بإمكانية تشكيل المجلس القيادي، بدل حصر القيادة في الولي الفقيه، ليس في الدستور الإيراني، ما يسمح لهكذا مجلس، وبل تم إلغاء البند الذي يسمح لهيئة القيادة، خلال إعادة النظر في الدستور الإيراني الأول في العام 1990.

وبالرغم من إلغاء هذا البند، يرى رفسنجاني بأن إمكانية تكوين هيئة القيادة لا تزال باقية، إلا أن تحققها يستلزم يقظة الشعب، في الانتخاب المناسب، بين المرشحين للعضوية في مجلس الخبراء.

هكذا يُظهر الشيخ رفسنجاني براعته وحنكته في ضرب عصافير بحجر واحد، حيث إنه يريد تعبئة الشعب مرة أخرى للحسم في المعركة القيادية، لإيقاع هزيمة على منافسيه المتشددين ومنعهم من الوصول إلى مجلس خبراء القيادة، وفي نفس الوقت حجب الثقة الشعبية عن الذين يحلمون بالقيادة أو يحلم المتشددون بإيصالهم إلى موقع الولي الفقيه في المستقبل.

وعلي أي يبدو أن مستقبل الديمقراطية في إيران رهن على تحقق ما يطرحه الآن الشيخ رفسنجاني، من مجلس خبراء متكون من أعضاء متناغمين مع المطالب الشعبية.