أحمد حمود

 

يتخيل الكثيرون من ابناء الوطن العربي، صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في شخص المرشح الرئاسي في مصر المشير عبد الفتاح السيسي، بل يتمنى الجميع ان يكون السيسي هو الانبعاث الجديد لناصر.

لكن، شتان بين الرجلين !

ناصر العقيد في الجيش المصري، الذي قاتل الى جانب الفلسطينيين عام 1948، وحمل اعبائهم، واعتنق قضيتهم، رابطا نهضة مصر بمصير الامة العربية، مشددا على اولوية الصراع العربي-الصهيوني على اي مشروع او قضية اخرى.

بل ان حركة الضباط الاحرار التي قادها ناصر، كانت تحمل ايديولوجية ثورية، ونهضة اشتراكية اصلاحية، انتصرت بتأييد كل شرائح الشعب المصري، خصوصا الكادحين والفقراء، احباب ناصر وناصروه.

اما المشير السيسي، فهو الضابط الكبير المتعالي في الجيش المصري، الذي لم يقاتل في اي جبهة حقيقة، والذي لم يهتم يوما بفلسطين او قضيتها، مصرا على تطبيق الاتفاقيات الدولية، بما فيها اتفاقية الاذعان في كامب دايفد.

السيسي الذي قاد الجيش في انقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، بحجة تظاهرات مليونية طالبت باسقاطه، لم يحمل انقلابه اي مشروع اصلاحي او سياسي، دون النظر الى قضايا الفقراء والكادحين، فكيف لمن عاش في ابراج العاج، ان يشعر بظلمات القاع.

الكثيرون يريدون السيسي، ناصرا جديدا، لكنه لا يحمل من ناصر الا بذلته العسكرية، متسلحا ببراغماتية ساداتية، وذكاء مباركي، وكاريزما مرسوية.