اليوم تحيى إيران ذكرى انتصار ثورتها التي أنهت بالنظام الملكي المستبد في العام 1979 وأسست لجمهورية إسلامية قائمة على الاستقلال والحرية في البداية.

تعرضت هذه الجمهورية الجديدة منذ البداية الى ضغوط واعتداءات وعقوبات لم تسلم منها بالكامل حتى اللحظة.

أعطى شعار تصدير الثورة الذي اتخذه المتشددون من الثوار ذريعة للآخرين أو دفعهم الى الهلع من النظام الجديد والتآمر عليه أو شن حرب ضده وفرض العقوبات عليه.

تطرف فئات من الثوار وخاصة الطلاب الجامعيين الذين اقتخموا السفارة الأمريكية في العام 1980 خلقت صورة سلبية للجمهورية الاسلامية عند الرأي العام الغربي وجعل الثورة محط شكوك الجيران وهيأت ارضية مؤاتية لشن حرب ضد الجمهورية الاسلامية من قبل صدا حسين وانحاز  معظم دول العالم خاصة البلدان العربية الى المعتدي.

رافقت الحرب تمرد جماعات مسلحة في الداخل وتسببت الحرب الخارجية والتمرد الداخلي في خلق اجواء امنية لم تسلم البلد منها حتى الآن.

فإن الأجواء السائدة حتى الآن تشبه الاجواء الحربية بالرغم من وصول إيران الى اتفاق مع الغرب يخفف الكثير من الاحتقانات وذلك بعد ان ابدى القيادة الإيرانية مرونة مع الغرب وحتى مع الولايات المتحدة واستغلت تواجد باراك حسين اوباما في البيت الابيض.

ولكن التشاؤم لازال سيد الموقف القيادي في إيران ليس امام الاجنبي وبل امام اي صوت آخر من الداخل.

وهذا الانطباع السلبي المتشائم دفع فئات واسعة من النخبة الى الهروب الى خندق المعارضة بعد ما حاولوا الإصلاح من الداخل ولكن يبدو ان المحاولات الاصلاحية غير مرحب بها من قبل النظام والثنائية الوحيدة هي ان تكون معي أو ضدي. والدليل على ذلك هو إبعاد 99 في المائة من الاصلاحيين من الترشح للانتخابات النيابية المقبلة. 

ووصل الامر الى رفض اهلية حفيد الامام الخميني السيد حسن لانتخابات مجلس خبراء القيادة بذريعة عدم امتلاكه قوة الاجتهاد في عدد من القضايا الفقهية بينما يعد الرجل من الاساتذة الكبار في الحوزة العلمية منذ عشرة اعوام واعترف المراحع الدينيين الكبار بامتلاكه قوة الاجتهاد.

كما ان معظم المبعدين من الترشح في انتخابات البرلمان هم من أبناء الثورة وليسوا من المعارضين أو الاعداء.

وبالرغم من سيادة هذه الأجواء المخيبة للامل لا يمكن تجاهل حقيقة الاستقلال الذي حققه النظام الايراني طيلة ما يقرب على اربعة عقود. فان الاستقلال الذي حققه النظام الايراني في مجال اتخاذ القرارات يغبطها فيه الكثير من الدول المتقدمة. 

ولكن الشعب الايراني لن ينس بان الجمهورية التي ضحى من اجل تكوينه واستمراره تقوم على الحرية كما على الاستقلال.

ولن يغنيه الاستقلال عن الحرية ولا الحرية عن الاستقلال.