عندما ارادت الصحافية كارول معلوف ان تنشر سبقاً صحفياً.. لا في عنوانه فقط، بل في مضمونه، ليستنى لنا الاطلاع على خطورة ما ورد فيه من اعترافات ومعلومات، بل بالاحرى ما يمكن وصفه بانه تفكيك لبنية حزب الله الفكرية والعقائدية، وطريقة تحريضه وتعزيزه للغرائز الدينية في اوساط جمهوره وبين انصاره، لدفعهم للقتال في اي مكان وفي كل مكان تريده ايران وتطلبه عبر قيادة حزب الله... لذا تدخل حزب الله مباشرةً لتحديد الدقائق والعبارات المقبول نشرها وعرضها على شاشة محطة تلفزيونية لبنانية، فالمقابلة التي مدتها ساعة تقريباً تقلصت لتصبح 7 دقائق...هذا ما سمح لنا بمشاهدته اعلام حزب الله وقيادته..؟؟

فقد انتفض حزب الله في وجه الاعلام اللبناني، معطلاً بل مهيمناً وموجهاً على طريقة الانظمة الديكتاتورية والشمولية الدينية التي يتخذها منهجاً وسلوكاً ونبراساً وقيادةً وطريقة حياة وسلوك.. ومع الاسف لم تتدخل وزارة الاعلام ولا المجلس الوطني للإعلام، وحتى الحكومة ومؤسساتها القضائية والأمنية.. لحماية الوسيلة الاعلامية والمحطة التلفزيونية...؟؟ وتركت لحزب الله ان يفرض شروطه وقراراته، وكانه سلطة مطلقة على وطن جريح فقد القدرة في الدفاع عن نفسه وحماية شعبه ومؤسساته، فكيف بحماية مؤسسات خاصة..؟؟

بعدما سمعنا ما ورد من اعترافات اسرى حزب الله خلال المقابلة التلفزيونية التي اعادت الصحافية معلوف، نشرها كاملة على مواقع التواصل الاجتماعي،( ونضمن مقالتنا هذه الرابط للاستماع اليها ممن لم يتسن لهم سماعها).. يدرك كل مستمع سبب غضب وقلق حزب الله وايران من انتشار مضمون هذه المقابلة المميزة والجريئة لدى جمهور حزب الله واتباع ايران في المنطقة، ليعرف ان الدعاية الإيرانية التحريضية هي محض افتراء ومجموعة اكاذيب تزيد من عمق الانقسام في مجتمعنا وتفصل ما بين السنة والشيعة بمنهجية تحريضية، وتعزل جزء من مجتمعنا عن محيطه لتلحقه بإيران وخدمة مخططاتها.. ما قامت به الصحافية كارول معلوف ليس مجرد تحقيق او سبق صحفي، بل هو عبارة عن محاكمة علنية تعرض لها ولاول مرة في تاريخه حزب الله وفكره ونهجه وسياساته وإعلامه وتربيته الثقافية والدينية والاتباطه الاعمى بسياسات ايران في المنطقة مهما كانت الكلفة البشرية باهظة وحجم الدم والخراب والتدمير عالياً.. من خلال اللقاء الذي اجرته مع الاسيرين في سوريا.... تحية لها على جراتها وصراحتها وإقدامها بالذهاب الى عمق سوريا للحصول على الحقيقة التي يخشاها حزب الله ..

حسان قطب