الحب لا يُصنع باليد،ولا يهبط على القلب من السماء،ولا تترجمه قوالب حلوى،أو "دبدوب" أحمر،ولا يحتاج إلى مواده الخام،لتُفصِّل منه الحب الذي تبتاعه وتبيعه..ما يلفت القلب بعض الذين يكتبون ويألفون كتباً عن الحب في الإسلام، وخصوصاً الشيوخ على طريقتهم الإسلامية، وتقرأ عناوين كيف يمكنك أن تحب؟ أو كيف تتعلَّم الحب؟إدفع ثمن الكتاب وتعلَّم كيف تحب، وكيف تصبح إنساناً محباً ومحبوباً،ويمكنك أن تحوِّل هذه العناوين إلى سلعة تجارية مربحة للآخرين، يسرَّها لهم دينهم،وحينئذٍ تصبح غنياً،والغنى يجلب لك الجاه والزعامة،وكلتاهما تجلبان لك"الحب"
..في لبنان الحب يُباع ويُشترى،وتحوَّل إلى سلعة في المراكز الدينية والسياسية والمؤتمرات العابرة للقارات،وأصبح يُسوَّق كباقي السلع اللبنانية،المعروضة للبيع والشراء،فأصبح كل شيء قابل للبيع والتسليع والتعليب،وتموضع على الطاولات،وأصبح قابلاً للمساومات والمفاوضات،حتى أصبح عابراً للحدود اللبنانية،الكبير في لبنان يحب الصغير فيأكله من كثرة حبِّه،"ومن الحب ما أكل" والضعيف يبحث عن القوي ليستتر خلفه،" ومن الحب ما ستر" والذي لا تحميه الدولة،يلجأ إلى مذهبيته،"ومن الحب ما قتل"
...لطالما أخضعوا كل شيئ للبيع في حياتنا اليومية،وبالتأكيد ستخضع مشاعرنا ومذهبيتنا للشراء والبيع والعرض والطلب،من هنا يصبح بإمكاننا أن نعرض حبنا في أسواقنا التجارية وفي أي رصيف عربي وإسلامي وحتى على رصيف أجنبي،ونفرش سجادتنا وننادي على حبنا، "حب الأوطان من الإيمان"،"وهل الدين إلا الحب"
...وما بالك بتلك السلعة التي تبيعها لمن يخططون لك حياتك ومستقبلك وحريتك وسعادتك وإنتماءك، لا أدري إن كانوا يبتاعونك ويبتاعوا حبك، لكنك تروِّج عن شيءٍ مفقودٍ وربما ليس له أي أثرٍ في الوجود، فقط  بيعُ كلامٍ ومواعظ وإرشادات ونصائح، وتصبح كالمكاري الذي يكري ليلاً ونهاراً ويمشي الأسواق وعلى أرصفة الإنتظار في دروبنا ومقابرنا العربية والإسلامية، لبيع الكرامة والحرية والأرض والوطن وحب الدين والدنيا