استعراض ديني ، و "عضلات" ، وحسينية ، ومتاجرة بالمناسبة ، فرصة استغلها بعض المسافرين من لبنان إلى العراق ليحوّلوا المطار لساحة من اللطميات والتي هي رمز يتبع لطائفة ولا يجوز ان يكون في مطار دولي .

هذا الفيديو الذي انتشر لاقى موجة من الغضب حتى من أبناء الطائفة نفسها المتنورين والمثقفين ، والذين اعتبروا أن الحسين عليه السلام أكبر من هكذا "رياء" وأنّ هذا الفعل ما هو إلا بروباغندا لا تمت بالقداسة الدينية ولا بالمناسبة ، وبين مد وجزر وأراء متضاربة من أبناء البيت الواحد ، اعتبر المبجلون لما قام به المسافرين أنّه إن كان يحق للمطار أن يشهد "دبكة لبنانية" ،  فما المانع إذاً أن يقام "مجلس عزاء حسيني" ولطمية ، واعتبروا أنّ الترحيب بالمشهد الأول (اللبناني) والرفض للمشهد الثاني (الشيعي) هو تناقض غير مبرر ...

من أجروا هذه المقاربة اللامنطقية ، تناسوا ، أنّ الدبكة أولاً ليست بطقسِ ديني وإنما هي فولكلور لبناني وينتمي لكل لبنان لا لأحد طوائفه ، وناهيك عن ذلك أو ذاك ، فإعلان الدبكة هو عبارة عن فيديو ترويجي لأجل السياحة اللبنانية ولم يكن الهدف منه الاستعراض وإنما تصوير لمحة من حيوية العيش التي افتقدها لبنان جرّاء ما ناله من حروب داخلية ومسلسل موت .

بينما "اللطميات"  شعار ديني ، ولا يجوز فرضها على كل القادمين والذاهبين عبر المطار ، وهذا الحدث لا يقبل أن يكون هو الصورة التي نختصر بها لبنان ؟

لنتساءل ، هل سيشهد مطار رفيق الحريري الدولي "تطبيراً" بعد اللطمية ، ومتى سيفهم المتدينون ، أنّ الشعارات الدينية ليست "سلفي" و "استعراض" ، وأنّ من يذهب للزيارة مروجاً لها فيسبوك وتويتر فهو يقوم بإرضاء الآخرين لا قناعاته الدينية ، ومن هنا ما جرى في المطار يتموضع تحت عنوان "أنا هون ... شوفوني وصوروني" ...

 

واستباقاً للإنتقاد لمن سيقول لنا أنّ الحسين عليه السلام في كل زمان وفي كل مكان ، أجيبه الحسين عليه السلام أكبر من الإستعراض والرياء ...